نص الاستشارة:

أخاف من الظلام وعندما أجلس لوحدي! هل هذا من ضعف الإيمان؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

أختكم/ م ع أ – السعودية.

نص الجواب:

في البداية أسأل جل وعلا أن يذهب عنك هذا الخوف وأن يبدله أمنا وسكينة، وإيمانا واطمئنانا.

وبعد…

فإن ما تذكرينه من مشاعر الخوف في الظلام أو عند الجلوس منفردة يكون أحيانا لدى البعض نتيجة اختزان أفكار خاطئة أو نتيجة بعض ما يتناقله الناس من حكايات وأخبار وقصص بعضها – إن لم يكن كلها – مجرد من نسج خيالهم، وما ذلك إلا لقلة خبرتهم في الحياة وسنن الله في كونه، وجهلهم بما تتركه هذه الحكايات على النفوس لا سيما في سن الصغر.

كما إنه من المعروف أن هذه الأفكار لا تنمو وتجد حظها الأوفر إلا عند من ليس لديهم قدر من الثقافة العامة لا سيما الثقافة الدينية، إن صح التعبير، بمعنى أن المسلم يحتاج لقدر من المعرفة الدينية؛ من عقيدة سليمة وشريعة يتعبد الله تعالى بها، وتحميه من الانحراف والزلل، ودخول الأفكار الخاطئة إلى عقله الباطن، والذي تنبعث عنه الإرادات والأفكار المستقبلية.

كما إن ذكر الله تعالى- سواء تلاوة القرآن الكريم؛ الذي هو أفضل الذكر، أو المحافظة على الأذكار الموظفة؛ التي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم توظيفها في أوقات ومواطن معينة؛ كالصباح والمساء والخروج والدخول وعند النوم وعند الاستيقاظ منه وغير ذلك – يكسب النفس اطمئنانا غير عادي وينزل عليها سكينة وبردا قلما يحدث لها من غيره مما يتصوره البشر، قال الله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يوضح فيه ثواب الذاكرين (… إلا غشيتهم الرحمة وتنزلت عليهم السكينة…).

نسأل الله لنا ولك صلاح الحال وهدوء البال وراحة النفس وسعادة الدارين. إنه نعم المولى ونعم النصير.

ربيع عبد الرؤوف الزواوي .

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon