نص الاستشارة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة أنا أعانى من مشكلة؛ فلقد تقدم لى شاب للزواج وهو من خيرة الشباب ولا أخفى عليك فإنى أحبه وأتمنى الارتباط به، فهو الشخص الذي يتفق معي في كل ميولي وأفكاري وتوجهاتي في الحياة، وكذلك يبادلني الشعور ولكن ما يمنعى الارتباط به أنه مرتبط بأخرى ولدية طفل، وأنا لا أستطيع أبدا أن أتعايش مع من يشاركني! أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

نص الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الأخت الكريمة. أنت الآن تنظرين للموضوع من زاوية واحدة، وترين منه جانبا، ويخفى عليك جانب آخر، أنت يا سيدتي وجدتي فارس أحلامك، والشخص الذي يتفق معك في كل ميولك وأفكارك وتوجهاتك في الحياة كما تذكرين، ولكن إن تزوجك ذلك الشخص فما تذكرين من طبعك سيكون سببا في هدم بيت قائم ونقض ميثاق غليظ، وطلاق وشيك بسببك ينتج عنه أطفال يتربون بعيدا عن حضن الأبوين معا!

أنصحك سيدتي أن لا تفعلي! أنت الآن في ساحة العافية، ولم تقع الفأس في الرأس كما يقال، فكم من زواج كان فيه الانسجام بين الطرفين في البداية أضعاف ما تذكرين، ثم ما لبث هذا الزواج أن عصفت به الرياح بعد قليل من نيل المراد وقضاء الوطر.
سيدتي إذا لم تكوني على استعداد تام لقبول الزواج برجل معه زوجة غيرك، فلا تقبلي على هذا الزواج، ولا تكونين سببا في هدم بيت مستقر، وإن كنت أشك في تقبل من هذا طبعها أن تتحمل زوجة أخرى مع زوجها.

سيدتي لا تنسين أنك الآن تريدين الزواج برجل متزوج بامرة قد يكون زوجها يحبها، ولا يعني كونه يريد الارتباط بك أنه يبغضها، وإني – يا سيدتي- لأشم رائحة حبه لها في ثنايا كلامك؛ فلو كان يذكر لك أنه يبغضها أو أنها منغصة عليه حياته لما غرتِ منها.

سيدتي لا يعني كونكِ الثانية أن الأولى هي القديمة أو أنها في المرتبة الثانية، فوالله ما الحب إلا للحبيب الأول، والرجل في كثير من الأحيان لا يتزوج بأخرى بغضا في الأولى، بل حبا في التغيير أحيانا، أو للمباهاة أو تطبيقا للسُنة أو لغرض شريف آخر، أو أو.. إلخ. وكثير من المعددين يدركون كم قيمة الزوجة الأولى بعد أن يجرب بعدها ولو تزوج عشر مرات.
سيدتي أرجوك لا تفعلي.

أسأل الله أن يوفقك وأن يرزقك زوجا يستحقك وتستحقينه، وأن يصرف عنك كل مكروه وسوء. وشكرا. ربيع عبد الرؤوف الزواوي

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon