السنن الإلهية

السنن الإلهية

لفت نظري اهتمام القرآن الكريم بتنبيهنا كثيرا إلى سُنن الله سبحانه وتعالى، التي يسميها العلماء بالسُنن الإلهية.

وقد قسم العلماء بالاستقراء والتتبع هذه السُنن إلى قسمين؛ سُنن كونية وسُنن اجتماعية…

وعلينا ما دام قد اهتم القرآن الكريم بها أن نتعرف عليها ونستفيد منها ونستعملها في صالحنا في الدنيا والآخرة…

فالكون يزخر بالسُنن التي أودعها الله جل وعلا فيه، منها ما يتعلق بربوبية الله جلا وعلا وتشمل الجانب المادي في الكون نفسه، تسيره وتضبط حركته وعمارته… وهي التي نسميها سُننا كونية.

ومنها ما يتعلق بالإنسان وعلاقته بهذا الكون، وأفعاله وعلاقته بربه وخالقه ورب هذا الكون وخالقه… وهي التي نسميها سُننا اجتماعية.

والسُنن الكونية – كما يقول د. رشيد كهوس – هي النواميس الحاكمة في الطبيعة وفي العالم المادي وفي نظام الكون وتركيبه وحركته ومجرياته… وهذه السُنن تخضع لها جميع الكائنات الحية… وهذا النوع من السُنن لا يخرج عنه أحد.

وهذه السُنن الكونية أشبه ما تكون بقضبان الحديد التي يسير عليها القطار، وتحكم وجهته بصرامة، حيث لا يستطيع أن يحيد عنها، أو يخرج عليها…

وأما السُنن الاجتماعية – كما يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله – فهي تلك القوانين المطردة والثابتة التي أودعها الله في الحياة البشرية، والتي تشكل إلى حد كبير ميكانيكية الحركة الاجتماعية وتعين على فهمها.

ويقول عنها د. عماد الدين خليل إنها المبادئ الأساس التي تحكم حركة التاريخ في ماضيه ومستقبله.

ويشرح د. رشيد كهوس السُنن الاجتماعية فيقول: هي النواميس المتحكمة في الإنسان… وفي فكره وسلوكه وحركته في المجتمع وفعاليته في التاريخ…

وهي مجموعة من القواعد والضوابط والمبادئ والأحكام التي رسمها الله تعالى من أجل إصلاح حال الأفراد والجماعات والأمم في شؤونهم الدنيوية والأخروية، والارتقاء بالنفس البشرية إلى المراتب العلوية، وهي سُنن لا تتغير ولا تتبدل ولا تتحول.

وهذه السُنن الاجتماعية هي التي تحكم قضايا الإنسان وهي أقرب لحركة السيارة التي تحدد الاتجاه والهدف، ويمتلك السائق معها حرية الحركة…

وأخيرا… فإن هذه السُنن لا يمكن حصرها ولا عدّها… ولكني سأحاول في مرة قادمة إن شاء الله أن أذكر مجموعة من هذه السُنن الكونية ومجموعة من السُنن الاجتماعية… وبالله وحده التوفيق.

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon