المؤمن والنخلة…!
بقلم ربيع عبد الرؤوف الزواوي
.
شبَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بالنخلة، ففيما رواه البخاري ومسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لجماعة من أصحابه: ( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وهي كالمؤمن، فما هي؟!)

فأخذ الصحابة الكرام يتفكرون في الشجر يا ترى أي شجرة هذه التي كالمؤمن … ولم يصل أحد إلى إجابة صحيحة وكان مع الصحابة شاب صغير هو عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فوقع في نفسه أن الشجرة هي النخلة ولكنه صغير وفي القوم رجال كبار لم يجيبوا، فلأدبه الكبير لم يجب الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لهم: (.. إنها النخلة).
.
ونحن هنا نحاول أن نستخرج صفات المؤمن التي هي في النخلة صراحة، لأن النخل ماض على سنة الله لم تتغير طباعه أو صفاته، أما الناس فقد تغيروا، وتركوا كثيرا من تلك الصفات النخلية.
فنقول:
– إن النخلة ترمى بالحجارة فترمي ثمرا حلوا؛ فالمؤمن لا يقابل الإساءة بمثلها وإنما بالإحسان.
 .
– والنخلة لا يسقط ورقها طوال العام؛ والمؤمن لا ينزع لباس التقوى والخشية والحياء طوال عمره، والنخلة مع طولها لا تؤثر فيها الرياح والأعاصير؛ والمؤمن لا تؤثر فيه المصائب ونوائب الدهر والبلايا، إنما يصبر ويحتسب.
  .
– والنخلة لا تؤذي ما يجاورها من الزرع؛ والمؤمن يعرف حق جيرانه، والنخلة مستقيمة والمؤمن مستقيم بل يطلب في كل ركعة من صلاته أن يهديه الله تعالى إلى الصراط المستقيم، والنخلة ثمارها موجودة طوال العام بالأسواق وكذلك المؤمن نفعه مستمر طوال العمر.
 .
– والنخلة متعددة ألوان ثمارها فتؤكل طازجة ورطبا ويابسا وتمرا؛ والمؤمن متعدد النفع، والنخلة باطنها خير من ظاهرها فهي من الظاهر قشور وعقد ولكن باطنها أبيض طيب الطعم والمؤمن يجب أن يكون باطنه خير من ظاهره.
– والنخلة كل ما فيها مفيد سواء الثمر أو الجريد أو السعف أو الجذع أو الخوص أو الليف؛ وكذلك فالمؤمن كله نفع لا يدع بابا من أبواب الخير الإشارك فيه، والنخلة من أقوى الأشجار ثباتا في الأرض ومع ذلك ففرعها عاليا في السماء؛ والمؤمن راسخ العقيدة ثابت لا يتذبذب ولا يضطرب إيمانه يحيى في الأرض وقلبه إلى السماء.
 .
نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى…

 

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon