الهاتف المحمول

الهاتف المحمول والاستخدام المأمول

بعد عام 2000 الميلادي تقريبا أو مع بداية الألفية الثالثة كما يقولون؛ دخلنا في عصر جديد أطلقوا عليه عصر التكنولوجيا؛ وهو عصر له سماته، وميزاته، وعيوبه، ومشكلاته…

إذ صار العديد من العمليات التي كانت قديما تحتاج لمجهود ووقت، يتم تنفيذها في ثوان قليلة…

عصر بات فيه التشغيل، والتحصيل، والتمويل، والمراقبة، والمتابعة، والمقابلة، والقراءة، والكتابة، والصحة، والتعليم، والسياسة، والدين، والتهاني، والتعازي، والتبريكات، والتواصل في كل المناسبات… كل ذلك يتم على جهاز هاتفك المحمول بسهولة ويسر أينما كنت وحيثما كنت…
وهذا جميل… ولكن…

صار هذا الجهاز يصغر حجمه وتكبر سعته لتشمل وتغطي أكثر احتياجاتنا ومعاملاتنا في كل مناحي الحياة اليومية؛ حتى أصبح الهاتف المحمول الرفيق الدائم، الذي تتفقده دائما، وتسأل عنه بإلحاح عندما لا تجده معك…

وأصبحت ترى الرجال والنساء في كل المراحل العمرية حاملين هذا الجهاز…

حتى الأطفال صاروا لا يلعبون ولا يمرحون كعادتهم بسببه…

وصار الكل غارقا بمشاهدة تلك الشاشة التي تبث نورا من المتعة، والترفيه، والراحة الفكرية، والنفسية، والثقافية…

وصرت ترى أفراد الأسرة الواحدة متفرقين، كل فرد منطو على نفسه بين كفيه جهاز هاتفه المحمول، منشغل بعالمه الخاص، ففرق بذلك هذا الجهاز بين أفراد الأسرة الواحدة…

وكم سمعنا عن حوادث في الطريق كان سببها الهاتف المحمول…

وكم استخدم هذا الجهاز في التفجير والتدمير…

وكم استخدم في التهديد والتنديد والابتزاز وهتك الأعراض وتسويق الفواحش والفساد والإفساد…

وكم استخدم هذا الجهاز في تخريب قواعد بيانات البنوك والمصارف وشركات الاستثمار…

وكم استخدم في تهريب المخدرات وغسيل الأموال وفضح أسرار الأفراد والأسر والجماعات والمنظمات والدول…

وتحول هذا الجهاز في أيدي بعض الأشرار إلى سلاح مدمر ومخيف…

مما يستلزم أن يسعى العالم كله؛ دولا ومنظمات دولية وأفرادا وجماعات إلى إصلاح هذا الفساد، وتشكيل اللجان، وتقرير القواعد، وعمل الدراسات، ووضع الخطط القريبة والبعيدة المدى لحل هذه المشاكل…

وعلينا كأفراد مراقبة أنفسنا والحد من إدمان النظر فيها بطريقة تضيع الوقت وتؤثر على المصالح والأعمال والمعايش والأرزاق…

وعلينا بالعودة إلى القراءة الورقية…
حاول أن تتخفف من القراءة الضوئية من هاتفك المحمول أو شاشة الحاسوب وارجع للقراءة من الورق…

حاول الرجوع لقراءة المجلات الورقية… والصحف الورقية.. وغيرها من كتب العلم، أي كان.. فللكتاب سحره، وللقراءة من الكتاب عطاؤها وسحرها…

وعلينا عدم الاستسهال وعدم الاكتفاء بالتهاني الهاتفية، والتبريكات الهاتفية، والتعازي الهاتفية.. إلا في حدود ما لا يطاق السير إليه؛ لا سيما الأقارب والأرحام…

وعلينا أن لا نستخدم الهاتف المحمول بطريقة خطأ أثناء قيادة السيارة، ولا عندما نكون جلوسا بين الناس نتبادل الحديث، لا سيما مع الجالسين إلينا… ولا أثناء السير مشيا في الطريق أو الشارع…

والله وحده الهادي إلى سواء السبيل…

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon