انخدعنا كثيرا بتسمية الأمور بغير اسمها
بقلم ربيع عبد الرؤوف الزواوي

انخدعنا كثيرا من جراء تسمية الأمور بغير اسمها…
وإنه لمن شواهد صدق نبوته صلى الله عليه وسلم أن يقول: … وإن بين يدي الساعة سنين خداعات… ويقول عن قوم محذرا منهم: … يسمون الأشياء بغير اسمها… إلخ… فيكون ما تنبأ به صلى الله عليه وسلم واقعا نعيشه…

عندنا – يا سادة -كم هائل من الأمور والأشياء المغلوطة يسمونها لنا بغير اسمها… وقد بلع بعضنا الطعم، وانطلى عليه هذا الزيف…

فزخرفة اللفظ تخدع أحيانا… وجمال المصطلح وحسن نحته وحلاوة صياغته؛ لربما أوتينا من قبلها… والحق رغم كونه أبلجا واضحا، لكنه يحتاج حسن تعبير… والباطل أحيانا يغم علينا لشيء من ذلك… فلننتبه…

وقديما قيل:
في زخرف القول تزيين لباطله
والحق قد يعتريه سوء تعبير
تقول مجاج النحل تمدحه
ولو شئت قلت قيء الزنابير
مدحا وذما وما جاوزت وصفهما
حسن البيان يري الظلماء كالنور

– فإنها (عورات محرمة يحرم النظر إليها، أو مشاهد يمنع منها الأطفال والصغار) وليست (+18) فالتكليف عندنا ليس سن الثامنة عشر… إنما بالبلوغ… وقد يكون قبل ذلك.

– وإنها خمور محرمة… وليست مخدرات أو مشروبات روحية.

– وإنها إبعاد للدين تماما عن حياتنا وليست علمانية.

– وإنها إباحية وإطلاق العنان لشهوات النفس وليست ليبرالية.

– وإنها ضحك على الذقون وإنها لهم فقط لا لنا، وليست ديمقراطية.

– وإنها فجور وفسوق وليست حرية رأي.

– وإنها رشوة محرمة وليست اصطباحة أو إكرامية أو تفتيح دماغ أو مشي حالك.

– وإنها دعوة لابتذالها والتمتع بها وليست حرية المرأة وتمكينها.

– وإنها حرب على الإسﻻم وليست حرب على الإرهاب.

– وإنها لنسف لمنظومة العدالة وليس القضاء الشامخ.

– وإنه إختﻻط محرم وليس صداقة ولا (زي أخته).

– وإنها لتجريف للتعليم وتفريغه من المضمون، وليست تطوير للمناهج الدراسية.

– وإنها لضرب لمنظومة القيم والمبادئ والمثل العليا؛ التي تضبط إيقاع المجتمع، وليست حداثة.

– وإنه أكل لميراث المرأة وليس (بحافظ لها عليه) أو (بازرع لها أرضها).

– وإنهم بلطجية خارجون على المجتمع، وليسو بالمواطنين الشرفاء.

– وإن بعضهم أبواق للباطل ودعاة لجهنم، وليسو إعلاميين.

– وإنهم شواذ وليسوا مثليين.

– وإنها ردة وكفر وإلحاد وليست حرية عقيدة.

– وإنها… وليست…

فانتبه رحمك الله، ولا تظنن نفسك يقظا منتبها… أو أنك بمعزل عن أن تنخدع…
فكلنا مع الوقت ينسى… وينطلي عليه هذا الزيف…
وقد قيل قديما: كثرة المساس تفقد الإحساس.

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon