نص الاستشارة:

السادة المحترمون القائمون على هذا الموقع المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عندي استشارة أود طرحها عليكم وهي أنني تمر بي موجات من الملل تكاد تفتك بي وتقلق حياتي لأقصى حد. فماذا أفعل. جزاكم الله خيرا. أخوكم/ محمود المقراط. كندا.

الجواب:

الأخ الفاضل محمود: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، والله أسأل أن يكشف عنا وعنك كربات الدنيا والآخرة. وبعد..
فإن ما تذكره من هذه الموجات من الملل شيء مؤسف ومقلق في الحقيقة، والعلاج المباشر لهذا الملل أن تملأ حياتك بالعمل والجد، ولا تترك نفسك فارغا من شيء تقوم به؛ سواء كان من أمر الدنيا أو الآخرة، فإن الإسلام يدعو لذلك ويؤكده، إلا ترى أن الله جل وعلا ختم السورة التي زكي فيها رسوله وأوضح له عظيم فضله عليه بنصيحة عظيمة تتمثل في هذا الجد والعمل وترك القعود والكسل فقال: (فإذا فرغت فانصب) وعاش صلى الله عليه وسلم ممتثلا هذا النصح عاملا به، فلم يكن له صلى الله عليه وسلم وقت فراغ.

كما أنصح بالقيام بفرائض الله جل وعلا والنوافل فإن هذا مما يشرح النفس، ودعاء الله سبحانه دائما بالإعانة على ذلك؛ فتطلب منه العون والتوفيق كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك؛ فكان يقول في دعائه: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

كما أنصح بالإكثار من ذكر الله تعالى؛ فأن الملل عقاب إلهي ولا شك للقلوب اللاهية والألسن الجامدة؛ قال تعالى: (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله) وأفضل الذكر تلاوة القرآن الكريم.

كما أنصح إن كنت صاحب عمل ولديك ما تعمله يوميا إلا تنسى نصيبك من ترويح النفس بالتنزه وفعل المباحات التي تستروح النفس بها كالجلوس في الأماكن ذات الحدائق ومجاري المياة، وغير ذلك.

كما أنصح بعدم الجلوس أوقات طويلة منفردا، وأن تحاول أن تكون أوقات انفرادك بنفسك قليلة في حدود ما يراجع فيه الإنسان نفسه، ويحاسبها على التفريط والتقصير.

وأخيرا أسأل الله أن يذهب عنا وعنك ما ذكرت في استشارتك.

والله الموفق.

أخوكم/ ربيع عبد الرؤوف الزواوي.

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon