نص الاستشارة:

أريد أن أفعل شيئا عندما أرى ما يعرض من مشاهد صعبة مما يقع في مجزرة الصهاينة على إخواننا في غزة، وكلما أفعل شيئا أرى أنه دون ما كان ينبغي، والآن أمر بحالة نفسية سيئة جدا، فبماذا تنصحونني. وشكرا. عبد الله المسلمي.

الجواب:

أخي عبد الله: في البداية أسأل الله أن يرفع هذا البأس عن إخواننا في غزة، وأن يتقبل ما تفعل ويفعله المخلصون لهذه القضية في كل مكان إنه على كل شيء قدير.
أخي إن ما تشعر به من مشاعر تجاه هؤلاء المسلمين المستضعفين، أصحاب الحق، والعالم يتفرج أمر إيجابي ولا يحق لك أن تستمر في تضخيم هذه المشاعر أو أن تتضخم حتى تؤدي إلى أعمال سيئة، أو تتحول إلى مرض. فقد سمعنا أن رجلا في مصر وآخر في الجزائر ماتا متأثرين بسكتة قلبية جراء ما يشاهدون من مناظر.

ينبغي أن نستثمر هذه المشاعر في الأمور الإيجابية كتوضيح قضية فلسطين للعالم الذي لا يعرف الحقيقة عنها، في أن نتحرك في العمل الإيجابي نحوها بالبذل والعطاء، في أن نعلى أصواتنا بالطرق السلمية إلى أصحاب القرار للتحرك الإيجابي بما يفيد هؤلاء.
ينبغي أن نستثمر هذه المشاعر في الدعاء لهم بالنصر والتثبيت، وأن يربط الله تعالى على قلوبهم، وأن يرفع عنهم الضر، وأن يهلك عدوهم، وأن يجعل تدبيره في تدميره.
ينبغي أن نستثمر هذه المشاعر في إصلاح الذات، وتطوير النفس دنيا ودين، لأن هذا هو السبيل الوحيد للخروج من الوضع الراهن، والواقع المرير الذي يدعو للوقوف والانطلاق نحو الأفضل.

تأتيني على بريدي الخاص عشرات الرسائل يوميا من الأصدقاء تحمل مئات الصور التي لا أقدر أحيانا على تأمل ما فيها، وأحيانا كثيرة لا أقوى على استعراض بعضها، ثم بعد ذلك أقول لنفسي ماذا أفعل؟ كيف أشارك؟ إلى أي جهة أنطلق؟ والحقيقة أن الوضع لابد فيه من تحرك كل على قدر نفسه، ولا نقول: وما عساني فاعل؟ أو ماذا سيؤثر فعلي الشخصي؟ لا لا. سيؤثر كثيرا ما تفعل، فلو كل منا قال ذلك وجلس ستكون العاقبة وخيمة. وسيحاسبنا الله كل على قدر ما يمكنه؛ فلا يكلف الله نفس إلا وسعها، وسبق درهم مائة ألف درهم.

إن من أفضل ما يعالج الحالة النفسية التي يشعر بها من يتحرك قلبه وضميره تجاه ما يشاهد بهذا الصدد هو التحرك الإيجابي نحو تلك القضية، أي تحرك؛ مالي، معنوي، مشاركة سلمية. هذا مما يعالج هذه الحالة النفسية السيئة التي تتكون لدى البعض، أما التقوقع والانزواء والانفعال الداخلي أو ما يسميه بعض علماء النفس الانفعال الجواني فلا يعالجنا بشيء.

أسأل الله جل وعلا أن يرفع عنا وعن أهل غزة هذا البلاء، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان. آمين.

وشكرا.

أخوكم/ ربيع عبد الرؤوف الزواوي.

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon