محمود خليل

بقلم: دكتور محمود خليل

* تأخرت كثيرا في الكتابة عن هذا النهر الراوي، المهندس الدكتور ربيع بن عبد الرءوف الزواوي
* ولمن لايعرفني عن قرب، فعلى قدر مايراه فيَّ الآخرون من شجاعة في الرأي، وجهارة في الصدع به دون مواربة أو مواراة.. بقدر ما أحمل من الحياء والخجل، الذي يحملني على التراجع والإحجام في الكثير من المواقف.. خاصة إذا كان الأمر محمولا علي الإشادة والثناء، مظنة أن أكون من المداحين الذين لا أحسن حرفتهم، ولا أحب صحبتهم
* لكن هذا الرجل العالم الثقة الحجة الثبت المأمون، تحملني معرفته عن قرب، علي أن أجهر علي رءوس الأشهاد برأيي في نفيس علمه وفهمه، وأصيل مدرجه ومنهجه، وغزير عطائه، واستقامة ولائه، وحسن بلائه

* ولد الدكتور ربيع في السابع من شوال عام ١٣٨٦ ه‍ / ١٨يناير ١٩٦٧ بريف البحيرة، وتخرج في هندسة الاسكندرية.. وقدر الله له أن يعبر هذا الطريق في ظل حصانة تربوية عالية، وسعة علمية عريضة، وهمة مستقبلية متوثبة، وعزيمة سلوكية صادقة
* وهو من القلائل في هذا الزمان، الذين استبحروا أعماق العلوم العربية والإسلامية، باستمكان مدهش، وصفاء نادر، وتعمق أمين
* ارتقي الصعب من العلوم الشديدة التخصص، كالأصول والنحو والصرف، فصنف وألف، وعرّف واستهدف
* وكتب في علوم القران من تدوين وتفسير، وأصيل ودخيل، و ردٍ لشبهات، ونسفٍ لضلالات
* وكتب في التاريخ والفكر والحضارة فصحّح ووضّح، وأبان وأفصح
* وكتب في السيرة والحديث، فكان سلسا متينا طيبا محسنا
* وتناول أشهر مواطن الخلاف في الفقه الإسلامي، فكان صاحب تراتيب وموازنات، لاتصدر إلاعن عالم ذى رحبة وصحبة، وخبرة عالية جدا بكيفىة ووسائل درء التعارض، و تأسيس التعاضد، في عمران علمي منهجي وثيق
* كثيرا ما حدثني عن ربيع الزواوي، وقدراته وملكاته.. صديقي الباحث العبقري اللواء مهندس محمود المراكبي رحمة الله عليه.. وذلك في الأيام الأولى لبدايات فكرة برمجة العلوم الإسلامية، حيث كان المراكبى من الرواد الأوائل في هذا المجال، الذي أغنى فيه وأكفى، وأوفى وأشفى.. في كل العلوم العربية والإسلامية
* وكان الزواوي من روّاد الجيل الثاني مباشرة
إلي أن قدّر الله وأعاد شرف التعارف بيننا، صديق عمري البروفيسور الدكتور عبد الرحيم الهلالي، أستاذ مناهج اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر الشريف،
وتكررت اللقاءات المطولة والمعمقة، والتي نأتي فيها علي الكثير من معضلات علوم، يا طالما أجهدتنا واستعصت مسائلها علينا
* والحق أقول، ماحملت إلي الزواوي حزم أسئلتي، ومخزون قلقي وحيرتي.. إلا وجدت عنده غاية الأرب، ومنتهي الطلب
* تحصّل صاحبنا مؤخرًا علي الدكتوراه في التفسير وعلوم القران، والتي تخطّاها بكل يقين منذ ربع قرن ويزيد
* كان لصاحبنا رؤاه في (فقه السنة) و(تمام المنة) وهو ما يزال طالبًا غضًّا
* دائما يستغرق نفسه في المعالي، ويجهد ماله وعلمه وعافيته العقلية في صعود القمم الشواهق
* تحيِّرني كتبه النفائس الأربعون، ويزيدني حيرة، شخصه النادر الكرم والهِمّة والاحتساب
* فالتمسوا لي كل عذر، في سوق هذه الكلمة العامة، عن هذا الرجل الوثيق، في عصر الترهات، وزمن الأباطيل
حفظه الله.. دارة علم وفضل وخلق، وموئل بر وهداية، وعزم وإحسان
دمت ياصديقي.. الحبيب غيثا مغيثا، أينما وقع نفع.

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon