التربية السياسية دراسة مقارنة

تأليف: ربيع عبد الرؤوف الزواوي

الناشر: المؤلف

سنة النشر: 2014

رقم الإيداع: 3986 / 2014

الترقيم الدولي: 0 – 31 – 6315 – 977 – 978

مقدمــة
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد…

فقد شعرت بوجوب إخراج هذه الصفحات للقارئ المهتم بالدراسات السياسية لاسيما التربية السياسية، بعد أن قدّر الله تعالى لي أن أتعمق في القراءة حول موضوع التربية السياسية لظروف اقتضتها الأيام، وجمعت فيه مراجع زادت على المائة مرجع، منها أكثر من عشر رسائل علمية؛ ما بين دكتوراه وماجستير. واطلعت على النظم السياسية المختلفة في العالم القديم والحديث، سواء العالم الغربي أو الشرقي، وسواء ما ينضم منه تحت لواء الفكر الرأسمالي، أو الاشتراكي الشيوعي، أو في عالمنا العربي، والذي بعض نظمه ولا شك فيه من الشريعة الإسلامية.

من هذا الشعور تولّدت الرغبة في جمع هذا الكتاب الذي بين يديك، من حصيلة الأوراق التي دوّنتها، وذلك بعد ترتيبها في وضع منطقي، يناسب أسلوب الكتاب الحديث.

وقد كان سبب التعمق والدراسة في هذا الموضوع أني وجدت أغلب الأحداث الكبار التي نهتم بها من حولنا – ما نشاهد في الأخبار أو نقرأ في الصحف – تنطلق من أفكار وقرارات سياسية، ووجدت أن الله سبحانه مَنَّ عليَّ بنعمة حُبّ القراءة، القراءة التي تدعو لها أول آية نزلت من السماء في القرآن الكريم (اقرأ…) وقدّر الله كذلك أن أتابع أكثر من عشرين مجلة سياسية، ما بين أسبوعية أو شهرية أو فصلية أو سنوية، بالإضافة لأكثر من جريدة يومية، وقد ضربت – وأحمد الله على ذلك – في معظم مجالات العلم بسهم إلا السياسة، فقد كنت أتحاشى القراءة فيها، والخوض في أمورها، فعزمت على دراسة السياسة من جذورها؛ نشأتها، ومفاهيمها، ومدارسها، ومناهجها، وتطوّرها، وغير ذلك، فكان خلاصة هذه التجربة الصفحات التي بين يديك.

ولا يفوتني أن أسجل هذه النتيجة التي خرجت بها بعد طول البحث، ألا وهي أن الإسلام بشموليته، وواقعيته، ومراعاته لمصالح العباد قد سبق كل هذه النظم السياسية، واهتم بالتربية، ووضع قواعد كلية ضمنت لمن يأخذ بها السعادة في الدارين، فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفي بها نعمة، إي والله.

وقد جاء الكتاب في أربعة أبواب اشتملت على خمسة عشر فصلا كان تفصيلها كما يلي:
جعلت الباب الأول في التربية، وهو ينقسم إلى ثلاثة فصول؛ خصّصت الفصل الأول في بيان معنى التربية لغةً، والفصل الثاني لبيان معنى التربية اصطلاحا، والفصل الثالث في نشأة التربية وتطورها.
كما جعلت الباب الثاني في السياسة، وهو ينقسم إلى ثلاثة فصول أيضا؛ خصّصت الفصل الأول في بيان معنى السياسة لغةً، والفصل الثاني لبيان معنى السياسة اصطلاحا، والفصل الثالث في نشأة السياسة وتطورها.

وجعلت الباب الثالث في التربية السياسية، وهو ينقسم خمسة فصول؛ خصّصت الفصل الأول في مفهوم التربية السياسية، والفصل الثاني في أبعاد التربية السياسية، والفصل الثالث في أهداف التربية السياسية، والفصل الرابع في أهمية التربية السياسية، والفصل الخامس في أهمية التربية السياسية للفتاة المسلمة.

وأخيراً جعلت الباب الرابع في نماذج عالمية من التربية السياسية، وهو ينقسم إلى أربعة فصول؛ خصّصت الفصل الأول لنماذج من التربية السياسية في الدول الرأسمالية ومثّلت لذلك ببريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان، والفصل الثاني لنماذج من التربية السياسية في الدول الشيوعية الاشتراكية، ومثّلت بالصين وروسيا، والفصل الثالث لنماذج من التربية السياسية في دول العالم الثالث، ومثّلت بمصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأخيرا جعلت الفصل الرابع كمستخلص مقارن بين تلك النماذج.

فالله أسأل أن ينفع به الدارسين، وأن يجعله نافعا لكاتبه، وسهما في اتجاه التقويم والتصحيح، لتحريك المياه الراكدة والمراكب الساكنة.

ربيع الزواوي
القاهرة

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon