معجم الأسماء التي وردت في القرآن

تأليف: ربيع عبد الرؤوف الزواوي

الناشر: المؤلف

سنة النشر: 2012

مقدمة
الحمد لله، والصَّلاة والسلام على رسول الله وعلى جميع آله وصحبه ومن ولاه.. وبعد:
فهذا معجم مختصر بالأسماء التي وردت بكتاب الله تعالى، من إنسان وجان وملائكة، وأماكن وبلدان ونبات وحيوان وطير وغيره.
جعلته مرتبًا على حروف الهجاء؛ كي يسهل الرُّجوع إليه في أي وقت وحين، وقد ترجمت لهذه الأسماء ترجمة مختصرة، وذكرت عدد مرات الورود وإذا كانت مرة، أو مرتين أو ثلاثة أو أربعة ذكرت رقم الآية واسم السورة التي وردت فيها، أما ما ورد عشرات المرات فأذكر عدد مرات الورود دون ذكر المواضع لكثرتها، وقد كنت أعتمد على ترتيب كتاب: (معجم الألفاظ والأعلام القرآنية) للعلامة محمد إسماعيل إبراهيم رحمه الله، لحلاوة مسلكه في كتابه هذا وسهولة أسلوبه، ولكونه سلك مسلكًا قريبًا من مسلكي في كتابي هذا، ولكنه جمع الألفاظ كلها؛ الأفعال والأسماء، ونحن أفردنا الأفعال في كتاب سبق واسمه: (معجم معاني كلمات القرآن الكريم) كما أفردنا الأسماء في كتاب هو الذي بين يديك.
وقد كنت أرجع في ترجمتي كثير من الألفاظ إلى تفسير العلاّمة الشيخ حسنين محمد مخلوف المسمى بـ(صفوة البيان لمعاني القرآن) لاهتمامه الشديد بالمعاني اللغوية للألفاظ.
وقد قسمته ثمانية أبواب كما يلي:


• الباب الأول: في أسماء الإنسان والملائكة والجن التي وردت في كتاب الله تعالى.
• الباب الثاني: في أسماء الأعضاء والحواسّ التي وردت في القرآن الكريم.
• الباب الثالث: في أسماء الأماكن والبلدان التي وردت في القرآن الكريم.
• الباب الرابع: في أسماء الطير والحيوان والحشرات التي وردت في كتاب الله تعالى.
• الباب الخامس: في أسماء الشجر والنبات والثمار التي وردت في القرآن الكريم.
• الباب السادس: في أسماء الآلات والأدوات التي وردت في كتاب الله تعالى.
• الباب السابع: في أسماء الأمراض والعلاج والأدوية التي وردت في القرآن الكريم.
• الباب الثامن: في الأسماء العامة وهي جميع الأسماء عدا ما تقدم من الأصناف السبعة السابقة.
فإذا كان القارئ يبحث عن معنى اسم ورد في القرآن الكريم فما عليه إلا أن ينظر؛ فإن كان هذا الاسم إنسانًا أو من الملائكة أو الجان فيتجه مباشرة إلى الباب الأول، وذلك بعد أن يجرّد الاسم من الزيادات، فيجده في ترتيبه الصحيح؛ فمثلاً إذا كان يريد أن يقرأ عن ترجمة نبي الله (يحيى) فيتجه إلى الباب الأول، وأصل يحيى مشتق من (حيى)، وكذلك (إدريس) يجده في (درس) والمردفين في (ردف) وهكذا.
وإذا كان ما يريد أن يبحث عنه عضو؛ كالأنف أو الأذن أو غير ذلك فيجده في الباب الثاني، وقد جعلناه بعد الأول مباشرة لتعلقه بالإنسان المذكور في الباب الأول.
وإذا كان ما يريد أن يبحث عنه مكانًا أو بلدًا يجده في الباب الثالث، وإذا كان طيرًا أو حيوانًا أو حشرة، يجده في الباب الرابع، وإذا كان شجرًا أو نباتًا يجده في الباب الخامس، وإذا كان آلةً أو أداة كالإبريق أو التابوت أو الجفنة يجده في الباب السادس، وإذا كان داءً أو دواءً يجده في الباب السابع، فإذا لم يكن شيئًا مما تقدم فليبحث عنه في الباب الثامن؛ إذ جعلنا لترجمة كل ما ورد في القرآن الكريم من أسماء عامة غير الأصناف السَّبعة التي سبقت، وذلك كالأسماء الآتية: برد، نقب، الذهب، الرءويا، الرحيق، وغير ذلك.
كما جعلت أسماء الله الحسنى وصفاته العُلا في باب مستقل ولم أخضعه لترتيب الأبواب السابقة إذ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى: 11] ولم أجعله مقصورًا على الأسماء الحسنى التسعة والتسعين، بل ذكرت فيه كل صفة وكل نعت نعت الله به نفسه في كتابه الكريم؛ مثل: ذي الطول، ذو العرش، له المثل الأعلى، ذو الجلال والإكرام، له الكبرياء، فالق الإصباح، فالق الحب والنّوى، رب الفلق، فعّال لما يريد، خير الفاتحين، فاطر السماوات والأرض، خير الغافرين، غافر الذنب، غالب على أمره، ذي المعارج، وهكذا.
هذا والله تعالى أسأل أن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره، وكل من ساعد في إخراجه بالصورة التي بين يديك.
كما أساله تعالى أن يتقبّله في صالح الأعمال، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، إنه على ما يشاء قدير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تمهيد مهم بين يَدي الكتاب:
1) قد تأتي الكلمة في كتاب الله بأكثر من معنى، فنذكر كل معنى في بابه؛ فمثلاً كلمة «ريحان» أتت في سورة الرّحمن بمعنى النبات طيب الرائحة، فنذكرها على هذا المعنى في الباب الخامس الخاصّ بالنبات والأشجار، وتأتي بمعنى الرزق الطيب والعيشة الهانئة أو الاستراحة، أو الرائحة الطيبة عند قبض الرّوح، وذلك في قوله تعالى في سورة الواقعة: ﴿فَرَوْحٌ ورَيْحَانٌ وجَنَّةُ نَعِيمٍ﴾ فنذكرها هنا في الباب الثامن الذي يحوي الأسماء العامة الذي به عدا ما ذُكر في الأبواب السبع التي تسبقه.
وإن كان نفس اللفظ بأكثر من معنى ولكن في نفس الباب ذكرناها تباعًا وعدد ورود كل منها في المعنى المراد. فمثلاً الريح المذكورة في معظم آيات القرآن الكريم هي الرِّيح المعروفة: بمعنى الهواء المتحرك والتي جمعها: رياح. أما في قول الله تعالى في سورة الأنفال: ﴿… وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ فهنا معناها دولتكم وصولتكم.
2) نحن في هذا الكتاب لا نذكر إلا الأسماء التي وردت في القرآن الكريم في صيغة أسماء صريحة، أما الألفاظ التي تأتي على صيغة أفعال فقط فلا نتعرض لها فمثلاً الفعل (ورد)، (روغ)، (رمى) وغيرها لم ترد في القرآن على هيئة أسماء مشتقة، ولكن في الفعل (روع) ورد على هيئة اسم في (الرَّوع)، و(روض) لأنه ورد منه اسم روضة، وروضات، وهكذا، فنتعرض له.
3) قد يأتي الاسم بمعنى غير المعنى المتبادر للذهن، فنذكره في بابه على المعنى الذي قصده القرآن، وليس على المعنى المشهور المعروف كما في كلمة «الجمل» في قوله تعالى في سورة الأعراف: ﴿حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ﴾ فالجمل على معنى الحبل الغليظ توضع في مكانها في «أدوات وآلات» وتوضع في حيوانات ما دام معنى الجمل وارد على الحقيقة. وأما مثلاً في لفظ «ريشا» في سورة الأعراف أيضًا فمعناها هنا «اللباس والزينة» وليس ريش الطيور المعروفة فبطبيعة الحال لا نضعها في «حيوانات وطيور» وهكذا.
4) ربما كان الاسم يشتبه على القارئ، فيصعب عليه تمييزه في أي باب هو؛ ككلمة «ريع» والتي معناها المكان المرتفع من الأرض، في قوله تعالى: ﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ﴾ من سورة الشعراء الآية (128) فنضعها في باب الأسماء العامة ثم نترجم لها في مكانها الصحيح وهو الباب المخصّص للأماكن والبلدان؛ لأنه ربما لا يستطيع القارئ إدراك معناها اللّغوي ابتداء، وقس على ذلك.
5) أحيانًا نضيف للاسم اسمًا آخر ليوضّحه فكلمة (مزجاة) نضيف إليها في التعريف بها كلمة (بضاعة) ليتضح المعنى فنجعلها: البضاعة المزجاة. وذلك ليتضح المعنى، ومثله (زُبُر الأولين) حيث أضفنا كلمة (الأولين) لنعرف (زبر) و(زُبَر الحديد) لنعرف (زُبَر) وهكذا، فأحيانًا نضع اسمًا قبل الاسم المراد تعريفه، وأحيانًا نضيف اسمًا للاسم المراد تعريفه للعلّة المتقدّم ذكرها، وهكذا؛ كزُخرف القول، وبيت الزخرف، وزخرف الأرض لبيان معنى الزخرف.
6) نحاول جاهدين ذكر الأسماء بالنصّ الذي وردت به في القرآن الكريم، فإذا كان الاسم قد جاء في القرآن الكريم منصوبًا أثبتناه منصوبًا في أول السطر رغم أن الأصح أن يكون مرفوعًا؛ وذلك تقريبًا لذهن القارئ لنصِّ الاسم في القرآن؛ فمثلاً أثبتنا «الزاهدين» ولم نثبت «الزاهدون» لأن سياق الاسم في الآية الكريمة من سورة يوسف ﴿وكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ﴾ وهكذا.
7) أحيانًا نضع الاسم في أكثر من باب لكونه يحقِّق النوعين، فمثلاً (سبأ) وضعناها في الباب الأول لأنه اسم لرجل اسمه: سبأ بن يشجب بن قحطان بن هود، أول ملوك اليمن، ووضعناها كذلك في «أماكن وبلدان» لأن السِّياق الذي جاءت به الآيات سياق بلدان لا سياق أشخاص، وهكذا في نظائره.
8) بما أنَّا جعلنا الباب الأول (أسماء الإنسان والملائكة والجان) فقد ألحقنا به كل الصفات التي تأتي لواحدٍ منهم، كالسّارق في الإنسان، وكريم ورقيب وعتيد في الملائكة، ومَرِيد في الجان. وهكذا…
9) عند ورود نفس الاسم بأكثر من معنى وذلك في حالة كونه صفة فإنَّا نذكر- كما تقدم- كلاًّ في بابه المخصَّص له، وننبه عند كل منها على مكان النظير لنفس الكلمة في الباب (الأبواب) الآخر؛ وذلك مثلاً كما في لفظ (مُسَلَّمة) فإنه أتى مرتين ففي سورة البقرة جاء في وصف البقرة ﴿..مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا.. ﴾ وفي سورة النساء جاء اللفظ في وصف دية المقتول: ﴿..ودِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إلَى أَهْلِهِ..﴾ فاللفظ واحد، والمعنى مختلف، وهكذا…
10) إذا غلب على ظننا أن الاسم قد يشتَبه على القارئ في بابه؛ في أن يلحقه ابتداء بباب من الأبواب الثمانية، جعلناه في الباب الثامن وهو الذي يشتمل على الأسماء العامة، ووضعناه كذلك في بابه، فمثلاً (سمكها) وضعناه في الباب الثالث؛ لأنه تبع للأماكن، ووضعناه في الباب الأخير وهو الأسماء العامة، وهكذا.
11) أحيانًا يترجم للّفظ مرتين؛ فمثلاً (عجل سمين) تُرجم له في (سَمَنَ) وفي حرف العين (عجل) وفي الأولى نشرح (سمين) وفي الثانية نشرح (عجل)، وقس على ذلك.
12) أحيانًا نذكر الاسم في غير بابه لنظهر للقارئ الكريم الفروق المهمة؛ فمثلاً وضعنا (سُوُقِه) وهي جمع: ساق، وساق الشجرة: جذعها، مع ساق الإنسان في أعضاء وحواسِّ؛ ليظهر الفرق بين اللّفظيين، ونضع (ساق الشجرة) في الباب الخاص بها كذلك، وهكذا.
13) أحيانًا يكون الاسم عامًّا، ولكن نضطر إلى وضعه في باب الأسماء الخاص بالموصوف بهذا اللفظ فمثلاً (الصَّدْع) يعني: الشَّقّ، فنضعه في الباب الخاص «بأماكن وبلدان» ونضع (مُتَصَدِّعًا) كذلك في نفس الباب؛ لأنها وردت في وصف الجبل، وهكذا.
14) نضع في الباب السابع – الخاص بالأمراض والبلايا والأدوية- أمراض الأبدان الحِسِّيَّة وأمراض القلوب المعنوية كالأضغان، والشبهات والشَّهوات، وأمراض المجتمعات كالنفاق والشقاق والرياء، والأمراض الحسِّيَّة كالبرص، والأدوية كالدهن والزيت، وهكذا.
15) نضع الصفة في باب الموصوف، فمثلاً (عالية)، إذا كانت وصفًا للجنة، وضعناها في الفصل الثالث: (أماكن وبلدان) لكون الجنة مكانًا، وإذا كانت الصِّفَة لحيوان أو شجر، وضعناها في بابها، وهكذا.
16) أحيانًا نترجم للاسم في أكثر من باب، ونتناول في كل مرة الترجمة من جهة الباب الذي نضع الاسم فيه، فمثلاً (اللات) ترجمنا له في باب الإنسان على جهة أنه اسم رجل صالح كان يلتّ السويق للحجاج على حجر له. ونترجم له في باب أماكن على أنه مكان ذلك الرجل بالطائف والذي بنوا على قبره وعبدوه من دون الله، ونترجم له في أسماء عامة لكون القارئ قد يستبعد ما تقدم فيكون على أنه صنم نترجم له في باب أسماء عامة.
17) إن الكمال لله وحده، وجل من لا يغفل ولا ينام، فقد يكون سقط منا –بسبب أننا بشر غير معصومين- أسماء ورد ذكرها في القرآن، ولم ننتبه لها فيرحم اللهُ من وجد فيه من ذلك شيئًا فأرشدنا إليه، وحسبنا أننا قد استفرغنا الجهد.

ربيع عبد الرءوف الزواوي
عفا الله عنه
مدينة نصر – القاهرة
3/5/2005 م

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon