نص الاستشارة: السادة القائمين على هذا الموقع المتميز. سلام عليكم . أحيانا تأتيني وساوس من حين لآخر بأني لن أقوى على الصيام في هذا الحر الشديد، وأخاف أن يكون ذلك حرام… أرجو النصح. أختكم: س. هـ. ف من مصر.

الجواب: جميل أن يراقب الإنسان منا وساوس نفسه، وما يعتمل في صدره، ثم ينطلق إلى نفسه فيزجرها، ويقاوم وساوس الشر منها، ويلوم نفسه عليها، وقد أقسم الله جلّ وعلا في كتابه بتلك النفس، فقال: (والنفس اللوّامة) فهذه نفس كما يقول العلماء أقرب للنجاة منها للهلاك، وأولى بالرجوع للحق، فهي دائمة اللوم لصاحبها، ولذلك اشتق اسمها من صيغة المبالغة لوّامة، لكثرة حدوث اللوم منها.

وأنت أيتها الأخت السائلة أرجو أن تكوني صاحبة نفس لوامة، وقد صدقت نفسك في هذا اللوم الذي شعرت به، فأرسلت سؤالك مستفهمة بصدده، ففعلا هي وساوس شر، يجب دفعها، والتخلص منها، فتوكلي على الله في دفعها، واستعيني بالله في الخلاص منها، بالدعاء، وبمجرد يأتي الشهر الكريم، وتصومي منه يوما أو يومين ستجدي أن الأمر ميسور، فلا سهل إلا ما سهله الله، وإن كنت أنصح بكثرة صوم النافلة من حين لآخر؛ فإنه يعين على دفع تلك الوساوس، لتحقق الصوم الذي تخوفك نفسك به، ولعل من الحكمة في أن السُّنة كثرة الصيام في شعبان، تدريبا للنفس، وتعويدا لها على الصيام، وتسهيلا عليها صوم الفريضة في رمضان. والله أعلم. أخوكم/ ربيع عبد الرؤوف الزواوي .

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon