نص الاستشارة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عندي طفل عمره سنة واحدة ودائما أجده متعلق بي بدرجة كبيرة، وعندما يكون آكل وشارب ونظيف وأريده يجلس مع أبيه يلعب معاه يبكي ويجيني على طول، فكيف جعله يتآلف مع أبيه ومع أي أحد؟ لدرجة أنني بمجرد ما أضعه حتى في غرفة ألعابه يبكي ويصرخ ويجيني بسرعه ويمسك بي من تحت.
فماذا أفعل معه حتى يكتسب سلوكا حميدا؟

الجواب: الأخت الفاضلة أم فارس. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبارك الله لكي في طفلك، وأنبته نباتا حسنا وجعله قرة عين لك. وبعد: فما يفعله طفلك يا سيدتي هو شيء طبيعي، لاسيما لصغر سنه، وغياب والده عنه فترة تطول أحيانا يجعله يستغربه أحيانا لا سيما في بادئ رؤيته له بعد العودة للبيت. ولو استمر مع والده بعد البكاء أو لاطفه من بعيد أولا ثم سكت عنه ثم لاطفه ثم سكت عنه بدون أخذه وضمه إليه لتعود عليه. وبمجرد اقترابه من نفس أبيه وشمه لرائحته مرة بعد مرة سيختزن ذلك في الذاكرة الخاصة به وسيتعرف عليه أكثر بل سيسعد بقربه منه بعد ذلك.

وأما تعلقه بك فهذا فطرة الله التي فطر الطفل عليها، فلا أب ولا غيره مهما لاطف الطفل وتقرب إليه ولبى رغباته، يستريح له الطفل معشار راحته بين يدي أمه، فالطفل يا سيدتي لدى رضاعه من أمه يشم رائحتها، وويكون وجهه أقرب شيء من قلبها، بل يكون قلبه قريب من قلبها، وهنالك يتم التواصل بين الطفل وأمه بطريقة لا نعرف نحن كنهها، ولا ندرك سرها، ولا يمكنا إدراكها ولا فهم لغتها ولا قياسها، بل البعض لا يعرفها أصلا.

ومع تقدمه في السن – بارك الله لك فيه – سيتعرف على أبيه جيدا وسيتعود على الابتعاد عنك وقتا أطول. أسأل الله أن يبارك لك فيه وأن ينبته نباتا حسنا. وشكرا.

أخوكم/ ربيع عبد الرؤوف الزواوي.

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon