نص الاستشارة:

السلام عليكم … لدي مشكلة وأرغب لها حل والعلاج المناسب وهو أنني دائما أقول نعم ولا أستطيع أن أقول كلمة لا وذلك إما حياء من الناس أو تحرجا أو عدم مضايقتهم فكيف أتخلص من هذه العادة السلبية وما هي الخطوات التي تساعدني على البدء والتعلم في قول كلمة لا دون جرح الآخرين وبطريقة دبلوماسية ؟ أفيدوني مأجورين.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الأخ الكريم أبو الحارث.. إرضاء الناس غاية لا تدرك، ونحن نحتاج في هذه الحياة لكي نعيش ونحيا وفق ما أراده الله أن نقول نعم ولا، ولكن أن نقول نعم دائما فهذا أحيانا يكون خطأ، بل وربما مخالفة شرعية، ولربما تقصد أنك لا تحب رفض مطالب الناس وتحب تلبيتها لهم، وهذا أمر إيجابي ولا شك، ولكن أيضا محال أن نلبي كل ما يطلبه الآخرون.

صحيح تلبية مطالب الناس سعادة وراحة نفسية، وتدل على أن صاحبها كريم الطبع كبير القلب، وفعلا ما استحق أن يعيش من عاش لنفسه، وفعلا أولئك الذين لا يرون في الكون إلا مصالحهم لا حياهم الله ولا بياهم، ولا أكثر منهم، فأولئك من شرار الخلق، فإن خير الناس أنفعهم للناس، وكان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يلبي مطالب الناس ويعطي كل ذي سؤل سؤله، ما كان ذلك في الإمكان. فقد أتاه رجل وهو صلى الله عليه وسلم بين يديه إبل وغنم كثير عددها، فطلبها فقال له صلى الله عليه وسلم: هي لك. فساقها الرجل جميعا! فرجع لقومه وهو يقول: جئتكم من عند أكرم الناس جئتكم من عند رجل لا يخشى الفقر، أو يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. فأسلموا جميعا.

ولعل ما عندك من فرط الحياء والحياء لا يأتي إلا بخير، والحياء والإيمان قرنا جميعا، والحياء شعبة من شعب الإيمان. وإذا كنت ترى ما عندك عادة سلبية كما تقول فللتخلص من العادات السلبية عموما لا بد من تطبيق الأمر المعاكس مرة بعد مرة، فإنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم. هذا ونسأل الله أن يوفقنا جميعا لفعل الخيرات إنه ولي ذلك والقادر عليه. وشكرا. أخوكم/ ربيع عبد الرؤوف الزواوي

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon