نقلتنا طائرة الخطوط السعودية صباح الأربعاء 7/7/2010 من مطار القاهرة الدولي إلى مطار الملك عبد العزيز بجدة ونزلنا في القسم الخاص بالحجاج والمعتمرين والذي يعرف بمدينة الحجاج، فتأخرت إجراءات الدخول إلى أربع ساعات أو يزيد ولا أدري ما السبب المقنع في تضيع هذا الوقت حتى الآن؟
دخلنا مكة المكرمة مع صلاة المغرب، وأنهينا مناسك العمرة بعد صلاة العشاء ومكثنا بمكة خمسة أيام؛ مرت كالبرق! وكانت أياما عامرة بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن.. فاللهم تقبل ووفق للمزيد.
كان نزولنا ببكة في فندق الصفوة خاصة مُمَكِنا لنا من التواجد بالمسجد الحرام متى شئنا؛ لقربه الشديد من باب الملك عبد العزيز؛ أكبر وأشهر أبواب المسجد الحرام المؤدي للكعبة.
مع هذا التيسير الشديد تذكرت أياما فيما مضى وقبل ما يقرب من عشرين عاما، حيث كنا ننزل أيامها في أماكن بعيدة جدا عن الحرم، ونحتاج النزول لحضور الصلاة قبل الأذان بنصف ساعة على الأقل للوصول للحرم.. فالحمد لله على نعمته.
لاحظت تغيب الشيخ عبد الرحمن السديس عن الإمامة الأيام الخمسة التي مكثناها بمكة، وحضور الشيخ عبد الله عواد الجهني المكثف لأمامة المصلين بالمسجد الحرام في الأيام الخمس، كما لاحظت تحسن أدائه الملحوظ في القراءة.. شعرت بهذه الحلاوة إذ عجز أفراد الأسرة ذات ليلة لإيقاظي لصلاة الفجر، فاضطروا للنزول للحرم وتركي نائما من شدة الإرهاق والتعب، وأظنها صبيحة ليلة الوصول التي أدينا فيها مناسك العمرة، وما أيقظني إلا حلاوة تلاوة الشيخ الجهني وطريقة أدائه الرائع للآيات من آخر سورة آل عمران، فوقعت الآيات علي كالسياط، وكانت سببا في نهوضي من الفراش كالملدوغ.. فاللهم زده توفيقا.
كما كانت خطبة الجمعة للشيخ صالح آل طالب مقتضبة مركزة لمست شغاف القلب وربما أدمته؛ حيث تكلم عن خطورة انجراف الناس خلف الشهوات ونزوات أنفسهم، محذرا من التمادي في هذه الإسفاف وداقا ناقوس الخطر في آذان الجمع الذي ضاقت عنه ساحات الحرم وملحقاته أن تستوعبه، وصلى الكثير منهم تحت أشعة الشمس التي تعامدت فوق الرؤوس في ذلك اليوم، فاجتمعت عليهم حرارة الشمس وحرارة الموعظة، وقد كنت واحدا من هؤلاء.
خرجنا من مكة المكرمة قاصدين مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد صلاة عصر يوم الاثنين، ووصلنا المدينة مع غروب الشمس وصلاة المغرب، وكما كان الأمر في مكة كان في المدينة بفضل الله، فقرب فندق ديار انترناشونال مكننا كذلك من التواجد بمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم متى نشاء.
كانت خطبة الجمعة للشيخ صلاح البدير عن الصلاة جامعة مانعة، فقد تناول الصلاة بكلام مقتضب، وعرّج تقريبا على كل ما يتعلق بها من مسائل كرؤوس أقلام، محذرا من التهاون بأمرها، ومشددا على أولئك المستهينين المقصرين بحقها، وكنت أرى التأثر في وجوه المصلين، نسأل الله صلاح الحال.