وصلت مطار الملك خالد بن عبد العزيز بالرياض على متن طائرة الخطوط السعودية قادما من القاهرة ليلة الاثنين 28 مارس 2010، وبعد ظهر اليوم التالي انطلقنا بسيارة الأستاذ طارق المشهراوي إلى القصيم، الذي سبق لي زيارته في أبريل من العام الماضي، ولكن كانت الزيارة يومها لأحد المشروعات بالبكيرية إحدى مدن إقليم القصيم.دخلنا مدينة عنيزة بعد العصر، وتوجهنا مباشرة إلى جمعية تحفيظ القرآن الكريم بعنيزة ومكثنا بها حتى صلاة العشاء، وقد صلينا صلاة المغرب بمسجد الخريزة بعنيزة، وهو مسجد أثري لا يزال بالطوب اللبن على الطراز القديم، وفيه شعرت بعبق الماضي وأصالته وروعته في آن واحد.
وبعد صلاة العشاء زرنا مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وهي مؤسسة خيرية متعددة الأنشطة، وتعنى بالأصل بجمع ونشر تراث الشيخ العثيمين رحمه الله، ودعم الأعمال الخيرية التي كان الشيخ يقوم بها في حياته، بهدف أن تستمر ولا تنقطع بوفاته رحمه الله.
استمعنا إلى شرح مفصل عن أعمال وأحوال المؤسسة من الأستاذ عبد الله ابن الشيخ العثيمين رحمه الله، والحق أني لاحظت آثار الشيخ رحمه الله، واستشعرت بركات علمه تحلق في جلستنا بينما نحلق نحن بحديثنا عن أنشطة المؤسسة، بل كنت أستشعر آثاره وأحس بها في عنيزة كلها.
وفي نهاية اللقاء وقبل الانصراف طلب مني الأستاذ عبد الله بن الشيخ العثيمين رحمه الله زيارة قسم تقنية المعلومات بالمؤسسة في صباح اليوم التالي، للوقوف على ما عندهم والاستماع إليهم.
انتقلنا إلى منزل الأستاذ عبد العزيز السليم المدير التنفيذي لمعهد الرواد للتدريب بعنيزة، لتناول طعام العشاء، والحق أن حفاوة الرجل وترحيبه وكرمه أشعرني بأني بين أهلي وليس ببلد أزوره لأول مره، فجزاه الله خيرا.
بعد ذلك أوصلني الأستاذ طارق الغرير وهو من الزملاء بمعهد الرواد للتدريب لمحل نزولي بفندق الواحة بعنيزة، فبتّ به ليلتي الأولى وفي الصباح حضر الأستاذ طارق ليقلني مرة أخرى لزيارة مؤسسة الشيخ محمد صالح العثيمين الخيرية.
وبعد ساعتين تقريبا حضر الأخ الفاضل الدكتور خالد الدعيجي لمقر مؤسسة الشيخ العثيمين رحمه الله، والدكتور خالد الدعيجي من فضلاء عنيزة وأعرفه منذ سنين، فهو الأمين العام لمؤسسة الفقه الإسلامي، والمشرف على موقع الفقه الإسلامي، ومدير التدريب بالتربية والتعليم بعنيزة، وعضو جمعية عنيزة لتحفيظ القرآن الكريم، وذلك لنقوم برحلة للتعرف على معالم عنيزة التي أبهرني هدوءها وجمال ونظافة شوارعها، وذلك إلى صلاة الظهر.
وبعد صلاة الظهر توجها إلى منزل الدكتور خالد الدعيجي، وتشرفت بلقاء الأخ المهندس علي الحميد وهو من فضلاء عنيزة أيضا، ومهندس بشركة أرامكو، والمشرف على موقع الدكتور خالد المصلح، وأعرفه من سنوات، وبيننا بعض الأعمال، ولكن لم نلتق وجها لوجه إلا يومها.
كما التقيت بالشيخ عبد الله الزيداني وهو من أهل العلم المعروفين في عنيزة، وقد تبادلنا أطراف الحديث في أمور عامة وخاصة، وتناولنا ثلاثتنا طعام الغداء بمنزل الدكتور خالد الدعيجي، الذي أكرمنا وزيادة فجزاه الله خيرا.
وبعد صلاة العصر زرت معهد الرواد للتدريب بعنيزة، وبعد الزيارة انطلق بي الأخ طارق لمطار القصيم لأطير على متن طائرة الخطوط السعودية مرة ثانية إلى الرياض.
وهنا أسجل أمرا لا يليق أن أهمله، وهي ما لاحظته في كرم معدن أهل عنيزة وصلابة دينهم، وشموخهم، وعدم تلوثهم لليوم – إلى حد ما- بالمدنية التي طوت كل أصيل في طياتها، وتمسكهم بشريعة الله، لاسيما تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فالله أسأل أن يحفظهم وأن يحفظ عليهم دينهم، ومدينتهم. إنه ولي كل فضل وصاحب كل نعمة.