الحرمان الشريفان على مدار الـ 24 ساعة!
بقلم ربيع عبد الرؤوف الزواوي
منذ فترة قصيرة أظنها في أواخر عام 2009 تم افتتاح قناتين فضائيتين أولاهما قناة القرآن الكريم، التي تنقل بثا مباشرا من المسجد الحرام على مدار الـ 24 ساعة، مصحوبا هذا البث بتلاوة القرآن الكريم بصوت مشاهير القراء في العالم الإسلامي. والقناة الثانية قناة السنة النبوية التي تنقل – أيضا – بثا مباشرا من المسجد النبوي على مدار الـ 24 ساعة، مصحوبا بتلاوة الأحاديث النبوية!!!
أي نعمة هذه!؟ وأي فضل هذا!؟ يا لها من نعمة!… تستطيع أن ترى بيت الله الحرام وقتما تريد في أي ساعة من ليل أو نهار! وتستطيع أن ترى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وقتما تريد في أي ساعة من ليل أو نهار!…
تستطيع أن تسمع الأذان حيّا من الحرمين الشريفين على مدار اليوم، فتردد وراء صوت المؤذن وتقول الثابت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، فتنال الأجر العظيم، والثواب الجزيل.
جرّب أن تفتح على واحدة منهما وتصبر نفسك ساعتين أو ثلاث، مستمعا للصوت العذب وحلاوة ما يُتفوه به، سواء كان قرآن أو سُنة؛ فكلاهما يخرج من مشكاة واحدة، وانظر إلى ما تصل إليه من حالة السكينة والهدوء النفسي، وطمأنينة القلب وسلامة الصدر… إنهما ينقلانك نقلة كبيرة وينتشلانك انتشالا من الواقع الذي يعج بالصخب الحياتي الذي نعيشه واقعا كل يوم، إنهما ينقلان روحك إلى ملكوت علوي، ينشرح معه الصدر، ويذهب عنه ما يعلق فيه من درن الحياة وكبد العيش.
جرّب وقارن بين حالك بعد الاستماع والمشاهدة لإحداهما ساعة، وحالك بعد مشاهدة أحد البرامج الحوارية الجادة بله البرامج التي تدعوا لما لا يليق، وغيرها وغيرها.
يبقى نقطة بسيطة أحب أن أنبه عليها في مقالي هذا؛ ألا وهي أن الاستماع للقرآن مع البث الحيّ من الحرم المكي تختلف لذته وحلاوته وقوة تأثيره في النفس عن الاستماع إليه من غيرها من القنوات التي تبث القرآن الكريم بأحلى وأعذب الأصوات من القراء حديثا وقديما!
ولو تجرب تعرف..
إن لسحر مشاهدة تيار الطائفين حول الكعبة لأثر أي أثر في النفس مع آي القرآن وهي تُتلى، هنالك ينفتح على نفسك مؤثران هما السمع والبصر، فالأمر يختلف كثيرا، ومن جرّب عرف.
إنها نعمة كبير، وفضل من الله عظيم.
جزى الله القائمين عليهما خيرا، ووفقهم للمزيد