شكرا لك أستاذي
بقلم/ ربيع عبد الرءوف الزواوي
اعتدت منذ فترة طويلة أن أنزوي بعد الرجوع من صلاة الجمعة في إحدى زويا البيت؛ شرفة تطل على الشارع أو (بلكونة) لأخلو بنفسي، قد أتصل ببعض أرحامي، وقد احاسب نفسي على ما كان في الأسبوع الذي انصرم أو …. أو…. المهم أنها خلوة أجد فيها راحة!
غير أني في هذا اليوم لم أفعل ذلك إلا لدقائق قصيرة جدا، ولم اتصل بأحد من أرحامي، ولم يسمح لي ما ألم بي من (الزهق) أن أحاسب نفسي، وعدت إلى سريري لأنام.
مرت علي دقائق بطيئة ثقيلة من التفكير؛ بسبب الظروف العامة وما نمر به من أحداث، جاءني هاتفي المحمول محمولا بين يدي إحدى بنياتي الأربع قائلة: بابا تفضل… قلت: من؟ قالت: لا أدري… رقم. ترددت في الرد؛ فأنا (زهقان) غير أني قلت لنفسي رد وأمرك لله.
السلام عليكم… وعليكم السلام ورحمة الله… من الحبيب؟ قال: عد بالذاكرة للخلف كثيرا! قلت: لم يعد في الذاكرة ما يسمح… قال: (حزر فزّر). قلت: أنا لا (باحزر ولا بفزر)!!! هكذا.
قال: مالك؟ قلت: من الحبيب؟ قال: محمد عمّار من كوم حمادة…
ياه.. إنه أستاذي في المرحلة الابتدائية!!! أهلا أستاذي الكريم… أهلا وسهلا وكرامة…
لا تزال تتذكرني!؟ قال: إيوه يا عم …. (إزاي بقى؟)….
استمر الحديث الجميل بيننا لما يقرب من ربع الساعة… وإني لا زلت أجد حلاوة الحديث وأنا أكتب هذه السطور…
تمكن أستاذي أن ينقلني 180 درجة عما كنت فيه من حال… حدثني بحديث التفاؤل والأب الحاني والإخ الشفيق… أعادني إلى أيام الزمن الجميل كما يقولون… أعادني إلى مراتع الصبا، وزمن الطفولة وعدم الهموم….
شعرت ضمنا بحياء وخجل من نفسي… هذا أستاذي ولا يزال متفائلا وأكثر حديثه باسما مقبلا على الحياة، وهو يكبرني بعشرين عاما تقريبا.
شكرا لك أستاذي لقنتني درسا… بل دروسا؛ سألت عني ولم أسأل أنا عنك وأنا المدين. سألت عن رقم هاتفي إلى أن حصلت عليه واتصلت بي ولم أفعل وأنا الأصغر والأولى برد الجميل. لاطفتني في الحديث حتى أخرجتني مما أنا فيه. وصبرت على جهلي وسوء أدبي.
شكرا أستاذي علمتني صغيرا وكبيرا… ولو حبوت أو سرت على قدمي إليك لأقبل رأسك ما رددت حقك علي… شكرا لك. وجزاك الله خيرا