هبطت بنا الطائرة بحمد الله في مطار الملك خالد بالرياض في تمام الرابعة والنصف عصرا؛ الجمعة 7/ 8/2009، دقائق وأقلني سائق سيارة فندق القصر الأبيض بطريق الملك عبد العزيز بالرياض إلى الفندق.
كانت الزيارة بهدف إنهاء بعض الأعمال الخاصة، ولكن شاء الله عز وجل أن يكون على هامشها فوائد ومقابلات بعلماء ومشايخ أفاضل، طوت لقاءاتهم المباركة ساعات الوحدة، وسآمة الملل.
في ضيافة الشيخ عبد الرحمن الفيفي: في عصر اليوم الثاني من وصولي للرياض دق هاتفي المحمول لينقل إلي دعوة كريمة على العشاء من الشيخ عبد الرحمن الفيفي بارك الله في عمره ونفع المسلمين به، الذي كان مثالا لحسن الضيافة وإكرام الضيف، بغير تكلف ولا إفراط أو تفريط؛ بمنزله العامر بحي المصيف بالرياض.
كان من أفضل ما أتحفني به الشيخ الفيفي أن وجه دعوة على العشاء للعلامة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن معلا اللويحق، الذي تشرفت بلقائه لأول مرة بعد معرفته من خلال كتبه وأبحاثه النافعة منذ سنين طويلة، كما تشرفت بالتعرف على الشيخ عبد الرحمن العليان حفظه الله.
كانت ليلة من أجمل الليالي… وقد جرى الحديث فيها على غير ترتيب بين مناقشة علمية، ودعابة أو طرفة، وما بين تفكير في مشكلات معاصرة، وملاطفة تنشرح لها الصدور، وانتهى المجلس بدعوة من الدكتور اللويحق لتناول القهوة بمزرعته بحي المزاحمية بعد صلاة العصر في اليوم التالي لهذه الليلة.
أصر الشيخ الفيفي على دعوتي مرة أخرى على طعام الغداء بمنزله قبل أن نتوجه سويا لزيارة الشيخ الدكتور عبد الرحمن اللويحق، فجزاه الله خيرا وضاعف له الأجر والمثوبة.
في رحاب الشيخ عبد الرحمن اللويحق: وصل بنا الشيخ عبد الرحمن الفيفي – وفي صحبتنا الشيخ عبد الرحمن العليان- إلى مزرعة الدكتور عبد الرحمن اللويحق بالمزاحمية، على طريق مكة إلى الرياض، وهناك كان في انتظارنا بمنزل الدكتور اللويحق بالمزرعة كل من الشيخ عبد الحكيم العجلان، والشيخ شخبوط المري، وشيخ ثالث لا يحضرني اسمه الساعة.
ومن حق الدكتور اللويحق أن أذكر هنا من سجاياه وكريم خلقه التي تأثرت بها أكثر من تأثري بعلمه، وهي تواضعه الذي هو سجية فيه بغير تكلف، ولا تصنع، فهو يتواضع ويخفض جناحه لإخوانه، حتى تظن أنه أقل الجالسين شأنا، فبارك الله فيه وزاده علما وخُلقا.
جرى الوقت ما بين مناقشة نافعة أو طرفة مليحة، وكان من أمتع ما سمعته في تلك الجلسة حديث الشيخ اللويحق عن كرم أهل حائل أدام الله عليهم نعمة الكرم.
زيارة العلامة الشيخ عبد الله بن عقيل في مسجده: في طريق عودتنا إلى الرياض عرج بنا الشيخ الفيفي لصلاة المغرب بمسجد العلامة الشيخ عبد الله بن عقيل حفظه الله ونفع المسلمين بعلمه، والذي تقدم به السن وبسط الله له في العمر، نسأل الله لنا وله حسن الخاتمة.
وبعد أن قضيت الصلاة أحاط من معي وغيرهم بالشيخ يسلمون عليه، ولفت نظري حفاوته بالدكتور اللويحق وهو من تلامذته، ورحت أنا بعيد عنهم؛ قرب باب المسجد وجلست على كرسي حتى يفرغوا من سلامهم؛ حيث لم أكن أعرف الشيخ، ولا أعرف بالمسجد أحدا سوى رفقتي.
وبينما الشيخ ابن عقيل في طريقه إلى باب المسجد عائدا إلى بيته، ناداني الدكتور اللويحق بأعلى صوته لكي أسلم على الشيخ، قائلا للشيخ: هذا الأخ ربيع الزواوي من مصر، مسميا لي بلقب لا أستحقه، فسلمت على الشيخ بما يستحق ودعى لي.
فشكرا لمن أتاحوا لي مثل هذه الفرصة، وجزاهم الله خيرا.