في رحاب أواخر سورة النور
قال صاحبي: يعني أيه (لِواذا) اللي في أواخر سورة النور؟!..
قلت: وردت الكلمة في قوله تعالى: (قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا).. فقد كان البعض يستتر ويلوذ بواحد ممن يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الانصراف لشأن ما، فيخرج معه بغير استئذان متسللا متخفيا كأنه مع هذا المستأذن وتابعا له.. فأعلمهم الله عز وجل إن كان الرسول لا يرى من يفعل ذلك فإن الله يراه..
قال: وأيه حكاية الاستئذان دي؟!..
قلت: شرع الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يأذن لمن يشاء ممن يستأذنونه صلى الله عليه وسلم في الانصراف لأمر عارض (يعني واحد عنده ظروف خاصة) فيأذن صلى الله عليه وسلم لمن علم أن له عذرا..
قال الله تعالى: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا على أمر جامع) أي كالجمعة والأعياد وأثناء الحروب والتشاور في الأمور المهمة (لم يذهبوا حتى يستأذنوه إنّ الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم)..
قال: طيب.. تمام.. بس بالمرة في حاجة في نفس الآيات مش فاهمها!..
قلت: ما هي؟ هاتها!..
قال: يعني أيه (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا)؟!..
قلت: المشهور فيها وجه واحد من أربعة أوجه وهو؛ يعني لا تنادوا عليه صلى الله عليه وسلم كما ينادي بعضكم بعضا بصوت عال؛ يا فلان.. هكذا باسمه المجرد، بل قولوا: يا رسول الله يا نبي الله.. مع التوقير والاحترام وخفض الصوت..
قال: طيب وأيه الثلاثة أوجه الأخرى؟!..
قلت: الوجه الثاني: أي لا تجعلوا نداءه هو صلى الله عليه وسلم إياكم كنداء بعضكم على بعض فيجوز أن يجيب أو يعرض.. بل بادروا بالاجابة والطاعة فنداؤه صلى الله عليه وسلم واجب الإجابة ولا يجوز الإعراض عنه..
والوجه الثالث: (دعاء الرسول) أي دعاؤه عليكم، ففيه سخط الله!.. وليس كدعاء بعضكم على بعض قد يستجاب أو لا!..
والوجه الرابع: (دعاء الرسول) اي دعاؤه ربه ليس كدعائكم ربكم.. فدعاؤه هو مستجاب ودعاؤكم قد لا يستجاب..
والله أعلم.. ربيع عبد الرؤوف الزواوي