كتاب الأجوبة المهمة
فقد كان لشركتي صخر وحرف في حياتي محطة مهمة في مسيرتي العملية لا تُنسى مهما تقدم العمر وطال الزمان.. وكان ذلك في الفترة من عام ١٩٩٨ حتى عام ٢٠٠٤ إذ كان لهما قصب السبق في نشر العلوم الشرعية بالحاسب الآلي.. لا سيما على الأقراص المدمجة CDs أو الإنترنت في أيامها الأولى فيما بعد تعريب الحاسب الآلي مباشرة..
وكانت المراسلات والاستفسارات والأسئلة والاستفتاءات والاستشارات تنهال على موقع شركة صخر ثم موقع شركة حرف بعد ذلك.. فكانت تأتينا من كل مكان اسئلة واستفسارات واستفتاءات واستشارات كثيرة جدا كل يوم.. تأتينا سواء على قسم دعم العملاء أو قسم الترجمة بلغاته المتعددة.. أو غير ذلك..
وكان مدير الشركة والزملاء يحسنون الظن بالعبد الفقير ويرسلون كل هذه المراسلات أو الإيميلات إليّ بعد ترجمة ما ليس باللغة العربية منها إلى اللغة العربية.. وكنت أقوم بطباعة هذه الإيميلات والإجابة عليها وتصويرها قبل تسليمها إليهم لترجمتها وإرسالها إلى مرسليها..
وقد كنت أصورها قبل تسليمها للاحتفاظ بنسخ من هذه الردود؛ بحيث لو تبيّن لي خطأ شيء كتبته أرجع فأصححه وأرسله مرة ثانية..
وكنت أكتب الردود بخط يدي؛ لأن الكتابة بالقلم أسرع لي وأنسب في تدفق الفكرة وانسياب الكلام عند كتابة الرد عن الكتابة على لوحة المفاتيح..
وأذكر أن محمد الشارخ صاحب شركة صخر عرض عليه بعضهم مشروعا عبارة عن تنفيذ برنامج عن القرود لا أتذكر تفصيله.. فأرسل إلي لمعرفة رأيي في نظرية التطوّر لدارون؛ فكتبت له جوابا في حوالي خمس صفحات ولم أكن أعرف ساعتها السبب من وراء سؤاله.. فألغى البرنامج وأوقف المشروع.
اليوم تفاجأت بالفاضلة شريكة حياتي تدفع إلي بظرفين كبيرين ممتلئين أوراقا، وتقول لي: ابقى بص على دول.. شوف أيه فيهم؟!. وقد كانا تائهين بين أكوام الورق الأخرى التي أؤجل مراجعتها عاما بعد عام منذ أكثر من عقدين من الزمان إلى يومي هذا!..
وقد وجدت الظرفين عبارة عن صور من ردودي على تلك المراسلات والاستفسارات أيام شركتي صخر وحرف.. وأوراق أخرى خاصة مهمة جدا بعضها يأست من العثور عليه واستحدثت غيرها!..
تجاوزت أوراق هذه الردود خمسمائة صفحة.. لعلّ الله ييسر ويوفّق لإخراجها كاملة للجميع في الصورة المناسبة يوما ما.. فاللهم أعن ووفّق لذلك..
واليوم- بحمد الله- نقدمها مجموعة في هذا الجزء المطبوع، مع استبعاد بعض المسائل الشخصية، أو التي ليس فيها فائدة أو ما شابه.. سائلين الله جل وعلا القبول وأن ينفع بها عموم المسلمين.
وهذا رابط لتنزيل الكتاب هنا