ضباب على منابر الجمعة
بقلم/ ربيع عبد الرؤوف الزواوي
عندما حان وقت الجمعة (كان ذلك في مارس 2014) دخل علينا المسجد رجلان لا يعرفهما أحد من روّاد المسجد! صعد أحدهما المنبر، وتوجّه الأخر إلي ميكروفون المسجد يؤذّن بالصلاة… ووقف الخطيب فخطب خطبة باهتة بائسة، وصلّي بنا ركعتين خفيفتين.. ثم انصرفا…
انصرف النّاس ينظر بعضهم إلى بعض، وفي نظراتهم كلام كثير، وفي حلوقهم غُصّة، وفي اذهانهم ألف سؤال وإستفسار!.
هل وصلنا لهذا الحد أن يتحول دور المسجد ورسالة المنبر إلي هذا المسخ الذي نراه؟
مكتبة الإسكندرية القديمة هل أحرقها عمرو بن العاص؟
مقدمة الكتاب:
الحمد لله ربّ العالمين؛ سُبحانه إله الأوّلين والآخرين، والصّلاة والسّلام على المبعوث رحمة للعالمين؛ عربهم وعجمهم، إنسهم وجنّهم، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
وبعد …
فهذا كتابٌ صغيرٌ حجمُهُ، كبيرٌ موضوعُهُ، نبيلٌ هدفهُ، عظيمةٌ غايتُهُ، نُفَنِّد فيه هذا الافتراء الذي يتردد بين الحين والحين، فتتلعثم عنده الأَلسنة، وتختلط فيه الأوراق، وتخجل معه نفوس من لا يعّرفون حقيقة هذا الافتراء ووزنه العلمي، وثبوته التّاريخي من عدمِه.