اسم الكتاب: أتابك العساكر في القاهرة … عصر المماليك الجراكسة
تأليف: محمد عبد الغني الأشقر
الناشر: مكتبة مدبولي – القاهرة – مصر
نبذة عن الكتاب:
يتحدث المؤلف في هذا الكتاب عن العصر المملوكي الثاني أو عصر المماليك الجراكسة فيقول إن السلطان المنصور قلاوون رأى أن تكون له فرقة جديدة من جنس جديد غير المماليك الموجودين بعصره يعتمد عليها ضد منافسيه من كبار الأمراء وتكون سندا له ولأولاده من بعده فأعرض عن شراء المماليك الأتراك والتتار والتركمان وأقبل على شراء المماليك الجراكسة الذين ينتمون إلى بلاد الكرج ( جورجيا ) وهى البلاد الواقعة بين بحر قزوين والبحر الأسود.
وبعد وفاة قلاوون حرص أبناؤه وأحفاده على اتباع سياسته من الإكثار من هؤلاء المماليك، وقد عرف المماليك الجراكسة أيضا باسم المماليك البرجية وذلك أن المنصور قلاوون فرض فى أول الأمر عليهم أن يمكثوا بأبراج القلعة حتي لا يختلطوا بغيرهم من طوائف المماليك وبالأهالي، وبمرور الزمن سمح لهم الأشرف خليل من النزول من القلعة بالنهار على أن يعودوا إليها قبل المغرب للمبيت وبذلك استطاع المماليك البرجية الوقوف على أحوال البلاد الداخلية وهكذا استطاع المماليك البرجية بمرور الزمن أن يكونوا منافسا قويا للمماليك البحرية، وقد بدأ عصر المماليك البرجية بالأمير برقوق الذى اشتراه الأمير ” يلبغا الخاصكي ” ثم أعتقه فصار من جملة اليلبغاوية وقد ظل يرتقي بفضل طموحه وذكائه إلى أن وصل إلى تقدمة ألف ثم ولي منصب أتابك العسكر سنة 780 هـ / 1378م ثم أعلن نفسه سلطانا سنة 787 هـ / 1385م .
وقد ظل عصر المماليك الجراكسة أكثر من مائة وأربعة وثلاثين سنة ( 784 – 923 هـ / 1382 – 1517 م ) تعاقب على عرش السلطنة ثلاثة وعشرون سلطان منهم تسعة حكموا مائة وثلاث سنوات ارتبط بهم تاريخ دولة المماليك الجراكسة وهم الظاهر برقوق، وفرج بن برقوق، والمؤيد شيخ، الأشرف برسباي، الظاهر جقمق، والأشرف إينال، وخشقدم، الأشرف قايتباى، وقانصوه الغوري، بينما حكم أربعة عشر سلطانا لمدة تسع سنوات فقط، وقد امتاز عصر السلاطين العظام التسع السابقين بمهارتهم الحربية كما امتاز عصرهم بحبهم للأدب ومجالس العلم كما امتاز هذا العصر بإقامة العديد من الأثار والمؤسسات الخيرية من مدارس ومساجد وأسبلة وبيمارستانات .
إلا أنه لم تلبث أن ساءت أحوال البلاد فى أواخر عصر السلطان قايتباي بسبب كثرة الأعباء المالية وانتشار مرض الطاعون بدولة المماليك كلها سنة 897 هـ / 1492م ووفاة السلطان قايتباي سنة 901 هـ / 1496 م ، ثم بدأ أمراء المماليك التنازع على الحكم وقتل بعضهم البعض إلى أن عين الأشرف قانصوه الغوري 906 هـ / 1501م فى الحكم فاستطاع أن يعمل بسرعة على إعادة الأمن والاستقرار إلى الدولة ثم اتجه إلى إصلاح الأزمة المالية التى مرت بالبلاد وقام بتشييد العديد من المباني والوكالات والربوع كما عني بتحصين الإسكندرية ورشيد ثم حدث بعد ذلك أن واجهت مصر أكبر عقبتين لها… الأولى هي اكتشاف البرتغاليين لطريق رأس الرجاء الصالح سنة 892 هـ / 1487م وأعقب ذلك تمكن ” فاسكو دي جاما ” من الوصول إلى الهند عن طريق الطواف حول أفريقيا سنة 904 هـ / 1498 م وبذلك حول طريق التجارة العالمي من البحر الأحمر ومصر فلم تعد مصر محل الوساطة التجارية بين الشرق والغرب وبذلك فقدت سلطنة المماليك المورد الرئيسي لثروتها ومن ثم بدأت فى الذبول السريع.
ثم ازداد الأمر سوءا بظهور الخطر الثاني الذى واجه سلطنة المماليك وهو اشتداد خطر العثمانيين الذين استطاعوا محاربة المماليك وقتل الأشرف قانصوه الغورى فى معركة مرج دابق بعد خيانة الأمير خاير بك له، ثم اختير طومان باى سلطانا سنة 922 هـ / 1516م وكان آخر سلاطين المماليك فى مصر حيث استطاع العثمانيون بقيادة سليم الأول الدخول إلى مصر والاستيلاء عليها وبذلك بدأ حكم الدولة العثمانية سنة 1517م .