نص الاستشارة:
أنا متزوجة من ثلاثة شهور فقط، وقد لاحظت تبلد العلاقة الزوجية مع زوجي، وملأ الروتين وقتنا. فبما تصحونني؟ أختكم في الله/ المتوكلة على الله. المملكة العربية السعودية.
نص الجواب:
الأخت الكريمة المتوكلة على الله لا زلتم في بداية مشوار الحياة الزوجية، وأرى أن هذا الكلام مبكر جدا، وأخشى أن يكون مجرد مشاعر أو هواجس لأن الإنسان قبل أن يدخل الحياة الزوجية يكون عنده تصورات وأوهام وربما صور مثالية للحياة الزوجية يتصورها في نفسه ويتصور أنها ستكون حقيقة بعد الزواج وهذا أحيانا يؤدي لما تشكين منه مبكرا.
أو أن ذلك بسبب ما صرنا فيه من دوامة الحياة، وصار الرجال على وجه الخصوص كالمعلق في الرحى معظم الوقت، وكثرة مشاغل الحياة تجعلنا أحيانا نقصر فيما علينا من واجبات، وأحيانا أخرى نفرط في المستحبات، بل ربما تصل للتفريط في الواجبات والعياذ بالله.
فالعشرة الزوجية – وفق ما يريد الله سبحانه منا – أكبر نعيم أعطاه الله للإنسان في هذه الحياة، وأفضل سعادة يحس بها الإنسان بعد طاعة الله والتلذذ بعبادته جل وعلا.
ومع تقدم الزمن ومضي الوقت تتوثق العلاقة بين شريكي الحياة، ويفهم كل طرف منهما الآخر، ويصير نظر العين أبلغ من كلام كثير، وهذا ما كنا نشاهده في آبائنا وأمهاتنا رحمهم الله، حيث كانوا لطول العشرة، يفهم بعضهم البعض بمجرد النظر أو سماع حرف من الكلمة أو كلمة من الجملة.
وفي نظري أن على المرأة دور أكبر في تهيأة الجو المناسب الذي تملؤه المحبة في العشرة الزوجية، وذلك لأنها الطرف المرغوب فيه، والطرف المطلوب عند الرجل الذي يكابد مشقات الحياة، ويصارع تيارات الهموم المعاصرة، التي طغت فيها المادية فوق ما هو روحاني أو معنوي.
أتمنى لكما حياة ملؤها السعادة، فانطلقي فيما هو عليك وأديه بتفان، فإني أظن أنك مثقفة وتدركين الأمور مبكرا، وصارحي زوجك في الرغبة بجعل الحياة بينكم في جو يملؤه السعادة، واطلبي منه أن يشاركك ذلك الهم، فتقاسم الهموم أحيانا يقللها أو يدفعها بالمرة لأن بعض الهموم أحيانا يكون هواجس. والله الموفق. ربيع عبد الرؤوف الزواوي .