زيارة فضيلة الشيخ السيد أبو عجّور
أخيرا زرت اليوم الإثنين 21 نوفمبر 2016 فضيلة الوالد الحبيب الشيخ السيد أبو عجور في مزرعته بالبحيرة بعد تأخير مني استمر حوالي 6 أعوام…
بصراحة كان الغداء رائعا… وللأكل في المزرعة عند الشيخ مذاق خاص… جزى الله عمنا الشيخ السيد خيرا على الحفاوة والكرم الحاتمي.
وأشكر صديقي الحبيب المهندس عمر عبد الحليم أبو شقة الذي شرفني بصحبته في هذه الزيارة وخفف علي ساعات السفر ذهابا وجيئة…
كنت كتبت على حسابي في فيسبوك في مايو 2016 بخصوص هذه الزيارة الجملي؛ منشورا بعنوان (مالك يابني) قلت فيه:
على مكالمة تقطر حنوا وعطفا وحبا… من فضيلة الوالد الشيخ السيد أبو عجور الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر… استيقظت اليوم.
وما إن سمع الشيخ صوتي حتى قال: مالك يابني؟… ارمي ورا ضهرك… فيه أيه يا عم ربيع؟ انت هاتشيل هموم الكون على كتافك؟…
ثم أردف يقول: مرة سمعت عمنا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله يقول عن شيخ معروف كان مرة زهقان زيك كدا… وشايل هم الدنيا على كتافه: … مُلْك (بضم الميم وتسكين اللام) وملخبط نفسه. (على غرار: ملك ومنظمه ربك)… فانت ملخبط نفسك ليه؟ ليه بس؟…
ثم قال: يا عم تعالى زورني في المزرعة وسرمح لك يومين معايا… ونشبع من بعض قبل ما نموت… إلى آخر ما قال حفظه الله…
الشيخ السيد أبو عجور من أكثر من عرفت في حياتي تسامحا وصفحا وتصالحا مع نفسه… مبتسم دائما… رغم أنه حكى لي بعض ما تعرض له في حياته… بعضها ينوء بحملها الجبال… ولا يتحملها إلا الأشداء من الرجال…
الشيخ حفظه الله وبارك في عمره تجاوز السبعين ويدعو تلميذه الخمسيني للتفاؤل والأمل وأن يقبل على الحياة وأن وأن….
تركني الشيخ على عهد بزيارته إما في المزرعة بالبحيرة قبل منتصف شعبان… وإما بزيارته في الغربية قبل رمضان أو في رمضان… فيا رب أعن ومد في أعمارنا…
للأمانة هذه رابع مرة يتصل فضيلته لهذا السبب وللاطمئنان والسؤال عني…
يا سادة… لا تزال الدنيا بخير وفيها خير… وسيظل أمثال سيدنا الشيخ السيد أبو عجور يكرمنا الله بهم… وبقاؤهم أمان وخير وبركة…
عندما كان الشيخ أمينا لمجمع البحوث كان المجمع كله يحبه… وكنت أتردد بكثرة على المجمع آنذاك… وكم حدثني العاملون بالمجمع عن الشيخ وعن خلال الخير التي فيه… وعن شعب البر والإحسان… فاللهم اجزه خيرا…
وكم مرة أيامها كنت أطلب تشريفه لي في بيتي… فكان يقول: ماشي بس لما اطلع عالمعاش… وقد كان… حيث وفى وشرفني مرتين فعلا بعد ما طلع عالمعاش!.
أذكر عندما التقيت بالشيخ لأول مرة… وقد قدمني له بعض المشاهير… جئته بعدها بأسبوع تقريبا شفيعا لقضاء مصلحة لأحدهم بالمجمع… فقلت له هل تتذكرني؟… جئت لفضيلتكم من أسبوع مع فلان.
فضحك ثم قال مستغربا : إزاي تقول كدا؟! معتش تجيبه معاك… مبحبهوش… استفت قلبك يا عم ربيع… القلوب جنود مجندة… وانا احببتك في الله…
وقال الشيخ حفظه الله كلاما استحي والله ان أذكره… لانه من باب المدح والثناء…
ثم توثقت صلتنا وصار يكلفني بمراجعة بعض الأعمال الخاصة بالمجمع؛ كالمؤلفات والبرامج التي تعرض على المجمع للمراجعة وفيها مشاكل… وقال لي: اكتب تقريرك بمنتهى الشفافية وخد راحتك… لن أذكر اسمك ابدا… هذه تقارير سترسل باسمي انا شخصيا وليس باسم لجنة من لجان المجمع… وقد كان…
ولم يحدث الشيخ بشيء منها الا بعد ان ترك المجمع وتقاعد.
شكرا لك أستاذي… وجزاك الله عني خيرا… وهذا أقل ما يمكنني أن أقدمه لفضيلتكم…
ملحوظة:
– لم أخبر الشيخ بشيء ولكنه شعر بحزني وأحس به ببصيرته وقلبه أكرمه الله… وكنت حزينا فعلا… وكان حزني بسبب إعدام الشيخ #مطيع_الرحمن رحمه الله في بنغلاديش… وما يحدث في مصر من حرائق… #حريق_العتبة … #حريق_الغورية… #حريق_محافظة_القاهرة … وغيرها…
– الصورة بمنزل الشيخ بالغربية عام 2008… وكان يومها عامل للفقير احتفال ولا كأنه عازم عمدة كفر البطيخ… وفي الصورة الأستاذ ربيع سمور مدير مكتب شيخ الأزهر ايامها… وطبعا عمنا فضيلة الشيخ محمد حسان… والشيخ سيد هو القمر المنور… ذو اللحية البيضاء.
فقلت أقر اليوم على الملأ بتنفيذ الزيارة؛ لأني وعدت الشيخ بها على الملأ في هذا المنشور…
