اسم الكتاب: من عجائب الأولين
الناشر: دار الفاروق – القاهرة
سنة النشر: 2007
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، ولي المتقين، والصلاة والسلام على من أرسله ربه رحمة للعالمين، ومحجة للسالكين، وقدوة للعاملين، وعلى جميع آله وصحبه والتابعين.
وبعد …..
فهذا كتاب جمعت فيه من عجائب الأولين مجموعاً كبيراً، وصنته عن الضعيف والسقيم، ولم أنقل فيه غرائب المجاهيل، واكتفيت بما صح خبره، واشتهر أمره، وقدمت ما جاء في الصحيحين _ أو أحدهما _ عن غيره، فها أنت واجد ثلاثة أرباعه _ أو يزيد _ في الصحيحين كليهما أو أحدهما.
واتجهت فيه إلى العجائب التي فيها دروس وعظات نافعات، مبتعداً عن تلك التي تخلو من الفوائد النيرات؛ إذ أكثر الناس _ ولا حول ولا قوة إلا بالله _ إلى الغريب متجهين، وعن النافع الدافع إلى العمل الصالح معرضين، قاصداً به الاتعاظ بحال الأولين، والانتفاع بعبر السابقين .. مركزاً في جُلّ الكتاب على العجائب التي وقعت في تاريخنا الإسلامي العظيم، ففيه من الهدي ما ليس في غيره، وفيه من الرشاد ما ليس عند الأمم السابقة التي كثرت فيها العجائب والغرائب، بيد أنك تجدها عظات بالية، ومن الهُدَى خالية.
فدونك _ أيها القارئ الكريم _ كتاب بالحكمة مملوءة صفحاته، وبالهدي والنور مشحونة عظاته .. ألا فعِش مع سطوره وكلماته، بين أقوام سطروا بعجائبهم دروساً عظيمة، وعبراً جسيمة، في زمان قل فيه السالكون، وكثر فيه الهالكون، كثر فيه الواعظون، وقل فيه العاملون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
والله وحده المسؤل أن ينفع به من قرأه أو كتبه وساعد في نشره بالصورة المرضية التي بين يديك أيها القارئ الكريم.
وآخر دعوانا “أن الحمد لله رب العالمين”.