السر في الزحام غير العادي بالحرم
بقلم/ ربيع عبد الرؤوف الزواوي

السر في الزحام غير العادي بالحرم هذه الأيام (كان ذلك في يناير 2015) هو أن نصف الحرم تقريبا معطل وبه تجديدات وأعمال التوسعة…

فإني قد جئت البيت الحرام من قبل في مواسم الزحام من حج وعمرة رمضان ولم أر هذا الزحام!

إن مكة اليوم تَبُكّ الناس بَكّا… ولن تجد – والله – لفظا كلفظ (بَكّة) في قوله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا…)… فسبحان من هذا كلامه…

جئت اليوم البيت الحرام قبيل المغرب ناويا أن أكتفي بصلاتي المغرب والعشاء به من أجل ذلك الزحام الشديد… وقلت أصلي المغرب حيث ينتهي بي الفراغ من جهة أجياد ولن أزاحم أحدا… فصليت المغرب في مكان كان بيني وبين الكعبة ما يقرب من نصف كيلو متر! صفوف متصلة وخلفنا عشرات الصفوف…

وبعد المغرب وانصراف البعض وقد خف الزحام قليلا؛ مشيت رويدا رويدا مقتربا من البيت وقلت أيضا أجلس حيث ينتهي بي الفراغ ريثما ينادى بصلاة العشاء…

وجدت أنه لا يسمح بالدخول لساحة الطواف إلا للمحرمين بالعمرة عبر بابين فقط… بيد أن البعض كالعادة يخالف ويدخل معهم… وباقي الأبواب مداخل إلى أروقة الحرم فقط؛ فدلفت من أحدها إلى الرواق من جهة الشرق حيث انتهى بي الفراغ وجلست…

وساحة الطواف حولها سياج أبيض دائري لا يرى الطائف منه أيا من أعمال التوسعة ولا يرى من في الأروقة منه البيت، اللهم إلا من في الأدوار العليا…

انتظرت ريثما يؤذن بالعشاء ثم صليت العشاء ولم أر الكعبة!… فتملكني الحزن… فأنشدت بعد الصلاة مناجيا ربي:
أتيت حرامك وقلبي يهوى أن يطوفا
فوجدت نصف الخليقة فيه وقوفا
فقلت: تكفيني – من بعيد – نظرة
وقلبي حزين، إن للأغيار صروفا
واكتفيت بالصلاة فيه باكيا أسفا
فلا اعتمار وليس الهدي معكوفا

ولذلك أقترح أن يمتنع – في هذه الفترة – إخواننا المعتمرون من داخل المملكة، والذين تتاح لهم العمرة أي وقت شاءوا، تاركين الساحة المكرمة للحاجزين من الدول المختلفة في رحلات منظمة من فترة بعيدة…

وها أنا قد بدأت عمليا بنفسي محتسبا ذلك… فلأول مرة آت مكة من مصر غير محرم…
نصحني بذلك أحد الفضلاء…

لا سيما أن دخولي مكة في الأساس زيارة عمل وليس للعمرة… وهذا متاح لي بفضل الله طوال العام…

تقبل الله منا ومنكم…

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon