بين يدي سورة المؤمنون

أضع بين يديك- رعاك الله- هذه النقاط الخمس النافعة بإذن الله بين يدي قراءتنا لأول سورة ((المؤمنون)) أسأل الله أن ينفعني وإياك بها:
– جاءت الأوصاف التي وُصف بها المؤمنون في أول السورة كلها أسماء وليست أفعالا؛ مثل: ((خاشعون)) ، ((معرضون)) ، ((فاعلون)) ، ((حافظون)) ، ((راعون)) ،((الوارثون))..


إلا وصفهم بالحفاظ على الصلوات؛ فجاءت ((يحافظون)) بالفعل المضارع وليس بالاسم كباقي الأوصاف؛ وذلك لديمومة واستمرار الحفاظ على الصلوات، ولتكرار فعل الصلاة ليلا ونهارا، ولكونها استغرقت العمر كله؛ ماضيه وحاضره ومستقبله..

– بدأت السورة الكريمة في أولها أوصاف المؤمنين بالصلاة واختتمتها بها؛ تعظيما لشأن الصلاة، ولأن الصلاة هي التى تعين المؤمن على الاتصاف بباقي الأوصاف المذكورة..

– لما في الصلاة من التجدد والتكرار جاء اللفظ ((صلواتهم)) بالجمع.. إلا في قراءتي حمزة والكسائي رحمهما الله، فقد جاء اللفظ عندهما بالإفراد (صلاتهم)..

– ليس في آيتي ((في صلاتهم خاشعون)) و ((على صلواتهم يحافظون)) تكرار ؛ فإن الخشوع في الصلاة غير المحافظة عليها..

– كل هذه الأوصاف التي تقدمت سبقت الكلام عن إعجاز الله جلّ وعلا في خلق الإنسان وبهذا البيان الدقيق الذي لم يعرفه الإنسان إلا منذ حوالي خمسين سنة فقط؛ دليل على أن المؤمن الموصوف بهذه الصفات هو أجدر الخلق بفهم العلم الدقيق وأسرار الخلق..

– فاللهم وفّقنا واجعلنا من المؤمنين الموصوفين بهذه الصفات يا رب العالمين.

ربيع عبد الرؤوف الزواوي

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon