معرض الكتاب

خاطرتان بمناسبة معرض الكتاب وهجوم علي جمعة على الإمام الشاطبي

خاطرة (١) :
بمناسبة معرض الكتاب.. أقول: ليس كل من ألّف كتابا صار عالما.. أقول ذلك حتى لا يغترّ المؤلِّفون ولا ينخدع القُرّاء.. وإنّي- والله- لأوْلَى الناس بهذا؛ فقد ظن بعض الفضلاء أنني شيء.. ومن أجل ذلك كتبت تلك الخاطرة؛ حتى لا ينخدع أحد.. وإني لأطمع في عفو الله وفضله.
وقد أحسن أحد الحكماء إذ يقول في أرجوزة جميلة له:


العلم لا يُحرز بالألقابِ
والنفخ بالإطراء والإعجابِ
كلا ولا بكثرة التأليفِ
وجُلّه ضرب من التزييفِ
وليس بالدعاية المزخرفهْ
يُصنَع عالمٌ وذا هو السّفَهْ
كم خَدع الناسَ بريقُ الأغلفهْ
وكم كتابٌ حقُّه أن تُتلفهْ

خاطرة (٢) :
بمناسبة زوبعة كلام الشيخ علي جمعة في حق الإمام الشاطبي رحمه الله ووصفه بأنه صحفي.. أقول: كلمة (صحفي) عند أهل العلم تعني أنه كان يقرأ من الكتب وأنه ليس له شيخ.. يعني كان يقرأ من الصحيفة، وليس أنه صحفي في جريدة كما قال الشيخ علي.. فلم يكن يوجد جرايد أو صُحف أيام الإمام الشاطبي رحمه الله بالمعنى الحرفي.. ولم يكن الإمام الشاطبي رحمه الله كذلك.. وأسال الله أن يوفّقني لقراءة كتابيه (الاعتصام) و (الموافقات) مرة أخرى قبل أن أموت.

هذا.. والشاطبي الذي نتكلم عنه هو الأصولي الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن موسى توفي عام ٧٩٠ هجرية.. وليس الشاطبي الإمام في القراءات صاحب متن الشاطبية في القراءات السبع.. فهو القاسم بن فيرّه توفي عام ٥٩٠ هجرية.. بينهما ٢٠٠ عام.. رحمهما الله.

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon