نص الاستشارة:
الاستاذ…….. السلام عليكم….. بعد دخولى على موقع سيادتك وقرأت بعض ردك على استشارات لبعض الاعضاء
فاسمح لى أن أعرض عليك مشكلتي طمعا فى استشارتك بأسرع وقت ممكن لأنى فى حيرة بالغة
عندى خالة تعمل ممرضه ومعروف عنها نقل الكلام والإيقاع بين الناس بقصد ومن غير قصد…. الله اعلم
فى يوم من الأيام مرضت امى بمرض خطير واضطرت ان تلجأ لها وتساعدها فى تمريضها ولكن بعد شفاء امي استمرت فى المجيء الى البيت والنوم فيه وتشارك امى وابى الطعام بالرغم من انها تأتى لامى ومعها خير كثير
طمعا فى البقاء على هذا الوضع لأنها ارمله وبينها وبين ابنائها ما صنع الحداد لأسلوبها فى الوقيعة بالرغم من ان عندها بيت ملك ولكنها تفضل المبيت عند والدتى ومشاركتها فى الاكل والنوم رغم تأفف ابى من هذا الوضع لأنه لا يأخذ راحته فى بيته بسببه
ولا يريد ان يغضب امى لو اعترض على مجيئها. وامى لا تقدر ان تقول لأختها ان لا تأتى الا زيارة فقط غير انها سببت مشاكل كثيرة لنا منها الوقيعة بينى وبين ابى وامى والوقيعة بين اخى وزوجته ونقل الكلام……. ولى عم منفصل عن زوجته لأنه بخيل على زوجته وأولاده ومشهور بأنانيته بين اولاده وحاولنا الصلح بينه وبين الابناء ولكن واضح انهم شافوا منه الكثير وهم ثلاث بنات فعاش وحده واشتغل شغل حر وهو اصغر من ابى
المشكله ان فى رمضان هذا اتصلت بى امى تشتكى لى ان عمى سوف يفطر عندها طوال شهر رمضان وذالك يضايقها لأنها مريضه ولم يهتم هو بذلك وفرض نفسه وهى تلبس خمار فى وجوده ساعة الافطار وهو ما يضايقها
حيث تريد أن تجلس بحريتها… ومجهود انها تطبخ كل يوم وكان فى مقدورها ان تكتفى بطعام بسيط يكفيها هى وابى فقط. وعدم وقوفها اما الموقد فترة كبيرة وتعرضها للسخونه وذلك من اوامر الطبيب….. وما زاد الطين بله اختها أيضا قررت انها تأتى لها فى رمضان وتأتى لها بالطعام وأمى تطبخ….فاض بى الكيل من الاثنين وقررت ان افعل ما لا يقدر والدى واخوتى الصبيان على فعله ان اتصل بعمى الاصغر واقول له ان يتصل بعمى صاحب المشكله وهو الاوسط ويقول له ان امى مريضه عسى ان يكون نسى انها مريضه ولا تقدر ان تستضيفه فى رمضان وغير رمضان لانى وجدت انانيه بالغه منه واقتنع عمى الاصغر بكلامى وهو نفسه كان يشتكى منه
فكلمه فى الموضوع والموضوع انتهى ولكن اكيد النفوس بتشيل…. وقررت ان انهى موضوع خالتى علما بأنه كان من ثلاث سنين يعنى فترة كبيرة فى مشاكل بسببها وابى يكظم غيظه منها خوفا من زعل امى ….فاتصلت بابنها وقلت له نفس الكلام ان خالتى تفرض نفسها على ابى وامى. وابى لا يعجبه الوضع وغير قادر أن يتكلم
…..وكان نتيجة ما فعلته انها اشتكت لاخوالى منى بالرغم من ان اخوالى عارفين طبعا واكتوا بنارها واخذت فى البكاء وتقول انا ماذا فعلت… وهى لا تدرك انه فاض الكيل من افعالها….. مشكلتى الاساسية فى صلة الرحم وما هو موقفى فى الدين من الذى فعلته بالرغم من انى لم اسلم من لسانها طول حياتى
وامى وافقتنى على انها تحدث لنا مشاكل ولكن تكره الاسلوب الذى قمت به ولكن من معاشرتى لهؤلاء الناس الكلام مع هؤلاء لا يأتي بنتيجة غير التجاهل….. وماذا استطيع ان افعل لصلة الرحم وانا فى داخلي لا أقبلهم.
ولست الوحيده في عدم قبولهم…. بشهادة اخوتى واخوتهم هل أتجنبهم ولكن لو جاءت مناسبة واجتمعت بهم ماذا سأفعل وهل سيسامحنى الله على صلة الرحم بالرغم مما يفعلوه من ايذاء لمن حولهم ويرون أنفسهم انهم ضحايا ولا يتوقفون!. عن ايذاء حتى اقرب الناس لهم.
نص الجواب:
سيدتي الفاضلة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. نحن في هذه الدنيا نعمل من أجل الآخرة، ونعيش في مجتمع نتعامل فيه مع الصالح والطالح، وهذا المجتمع ليس كله بالنسبة لنا على درجة واحدة؛ فمنه من هم قريبين لنا سواء نسبا أو مصاهرة أو مجاورة، وهؤلاء لا شك لهم حقوق أكثر من غيرهم.
وما ذكرتيه من أحداث فهي مشكلة فعلا…. أن يتجاهل الناس لاسيما الأقارب حدود اللياقة في التعامل والمعاشرة بالمعروف، ويتجاوزون أحيانا إلى ما لا نقدر على تحمله والصبر عليه….
وواضح في ثنايا كلامك شدة صبر وحلم والديك جزاهم الله خيرا، فقد تحملا المشاق دون تبرم أو شكوى أو ضجر وكتما واحتسبا حياء أو كرما… وكان من الأفضل أن يتوليا هما حل المشكلة بالتي هي أحسن؛ فقد يقبل منهما ما لا يقبل منك ولا شك… وقد يكونا أقرب تفاهما واتصالا بصاحبي المشكلة.
فلو توليا هما حل المشكلة لكان حسنا… لكن أما وقد حصل ما حصل… بدافع حبك لوالديك وحرصا على راحتيهما… فصدقيني مما يسعد والديك أن تحسني لأخوتهما من أعمام وعمات وأخوال وخالات. فعليك بالتودد إليهما فيما بقى من عمرهما سواء الخالة أو العم والإحسان إليهما، والصبر والتحمل فيما يكون منهما… والأيام كفيلة بحل الكثير من مشاكلنا ومداواة جروحنا…
ولا تفرطي في ذلك – أعني صلة الرحم – مهما كان شاقا على النفس وقاسيا على الخاطر… أتفهم جيدا ما تشعرين به من امتعاض ودهشة لهذه الأمور غير المقبولة… ولكن… العم والخالة من الأقارب الأقربين والأرحام الأدنين…. وفقك الله وسدد خطاك.