الشعر ديوان العرب

من موروثنا في الأدب العربي أنّ الشعر ديوان العرب..
ومما يُروى في تاريخنا الإسلامي أن شابا تقدّم لخطبة فتاة، فقال له أبوها: أسمعني آية من كتاب الله.
فما أحسن الشاب تلاوة آية!
فقال له أبوها: فأسمعني حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلّم.


فما قدر الشاب!..
فقال الرجل: فأسمعني بيتا من شعر العرب.
فما استطاع الشاب!..
فقال الرجل: لا آية من كتاب الله، ولا حديثا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم، ولا بيتا من شعر العرب! فعلاما أزوّجك ابنتي؟!..
ثم أمر له بعطاء وأكرمه.. فانصرف الشاب.

وقد جعل الإمام الشافعي رحمه الله معرفة الشعر شرطا من شروط الإفتاء والتفسير..
وجعله بعض العلماء مصدرا أساسا من مصادرهم في التأليف؛ كالجاحظ في كتاب الحيوان، وياقوت الحموي في ذكر البوادي والقفار ومنازل العرب..

وقد استعان به المؤرّخون في ضبط تاريخ العهود القديمة..
والجغرافيون في تحديد الأماكن والمواقع..
واللغويون في تمييز الصواب من الخطأ في اللغة..
والمفسرون في تفسير القرآن الكريم..
والبلاغيون في عرض أطروحاتهم البلاغية..

إجمالا؛ كان الشِّعر مصدرا معرفيا مهما ومنجما غنيا لجميع الباحثين والدارسين في شتى العلوم..
وكان سادتنا رحمهم الله ينصحون بضرورة تعلّم الشعر العربي القديم؛ لأنه يدعو إلى مكارم الأخلاق..
فقد رُوي عن الخليفة الراشد أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه أنه قال: علٍموا أولادكم الشعر فإنه يعلّم مكارم الأخلاق.
كما رُوي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: تحفّظوا الأشعار، وطالعوا الأخبار؛ فإنّ الشعر يدعو إلى مكارم الأخلاق، ويعلّم محاسن الأعمال، ويبعث على جليل الفعال، ويفتق الفطنة، ويشحذ القريحة، ويزجر عن مواقعة الريب، ويحضّ على معالي الرتب. ربيع عبد الرؤوف الزواوي.

FacebookTwitterPinterestGoogle +Stumbleupon