حتى لا نقع في الغفلة

حتى لا نقع في الغفلة؛ إني محدثك حديثا مُهمّا ليس بالأغاليط..
اعلم- بارك الله فيك- أن لك دورا في تعجيل النصر أو تأخيره..
واعلم- بارك الله فيك- أن لك دورا في تعجيل الهزيمة أو دفعها..
صَغُر هذا الدور أو كَبُر.. فأن لك نصيبا أو عليك كِفْل منه.. لا مفرّ من ذلك..

أعجبني قول أُمٍّ لابنها الجالس على الموبايل والغافل عن صلاة الفجر: قوم صل يابني.. لا تؤخر علينا النصر..

هذه أُمٌّ أدركت بفطرتها سبب حزن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبكائه عندما سأل أحد جنود جيش المسلمين: متى تم لكم النصر على جيش العدو؟ فقال له الجندي: بعد العصر؛ فقال: لماذا تأخر النصر؟ ما تأخر الإ بمعاصينا.. ثم بكى!.

وكان صلاح الدين رحمه الله يمر في معسكرات الجيش بين الخيام ليلا؛ فإذا وجد فيها من يصلي قيام الليل يقول: من هنا يأتي النصر..

باختصار أقول لك:
– كل طاعة لله تعالى تفعلها تعجّل النصر..
– كل معصية لله تعالى تفعلها تؤخّر النصر..
– أنت مشارك في انتصار هذه الأمة أو هزيمتها مهما كنت وأينما كنت.. فأنت لك دور ما دمت تنتمي إليها..

وباختصار عليك:
– الاهتمام بقضية القدس..
– الدعاء بالنصر لمن يتصدون لاعتداء العدو الصه يو ني عليه..
– الامتناع عن المعاصي وتحذير غيرك منها..
– نشر الأخبار الصحيحة والمفيدة وتصحيح الأغاليط..
– تفهيم أهل الغفلة وأهل البلادة وأصحاب العقول المتحجرة الصواب والصبر عليهم..
– بيت المقدس يخص الأمة الإسلامية كلها، وليس العرب وحدهم أو الفلسطينين وحدهم..
– لا تكن من أهل الغفلة واحذر أن تقع فيها..

وأخيرا..
اعلم أن الله جعل بيت المقدس معيارا عجيبا؛ معيارا عاما وخاصا.. فهو معيار عام على مستوى الأمة الإسلامية كلها؛ بمعنى إن كان محتلا فهو دليل على وقوع الأمة الإسلامية في الغفلة والضعف.. وإن كان محررا فهو دليل على يقظة الأمة وقوتها..

وبيت المقدس معيار خاص على مستوى الأفراد؛ فلا ينصر قضيته ويهتم بها إلا الفضلاء المنتمون بصدق لهذه الأمة.. وأما الغافلون التافهون فلا ينالهم هذا الشرف ولا يخطر لهم على بال.. ولا يهمهم في شيء.. فالذي يشغلهم هو أنفسهم وأموالهم ومناصبهم.. فاحذر أن تكون كذلك أعاذك الله.

ولا يظنّنّ ظانٌ أنني أقول أن ذلك كل شيء.. وأنه ليس علينا شيء بعد ذلك.. أقول أن هذا أول شيء.. وليس هناك أقل منه.. وأن ما بعده فبحسب قدرة وإمكانات كل إنسان منا..
والله من وراء القصد محيط.

ربيع عبد الرؤوف الزواوي